يستعد مساهمو بنك « إتش إس بي سي» للتصويت على مطالب بإجراء إصلاحات جذرية.
من جهته، بدأ القلق يراود «بينغ آن» أكبر المستثمرين في البنك، حول مستقبل إحدى كبرى المؤسسات المالية في العالم، ويريد تحويل أعماله الآسيوية إلى كيان مدرج في هونغ كونغ.
ودعا مستثمرو التجزئة في هونغ كونغ، وهي أكبر أسواق «إتش إس بي سي»، إلى الانفصال، بحجة ضعف أداء البنك في أماكن أخرى خلاف آسيا، على الرغم من قوته هناك، ما أدى إلى انخفاض القيمة الإجمالية للبنك.
يعقد المساهمون في أكبر بنك في أوروبا، اجتماعهم السنوي يوم الجمعة، في مدينة برمنغهام الإنجليزية، على أن يطرح المستثمرون اقتراحاً مثيراً للجدل قد يجبر «إتش إس بي سي» على خطة تقسيم أو إعادة تنظيم أعماله في آسيا، التي يُدر منها معظم أرباحه.
قال المحلل في «ريدبيرن»، فهد كونوار، إن هذه المطالبات كانت دائماً موجودة، لكنها لم تأخذ الطابع الرسمي من قبل.
بدورها، عارضت قيادة «إتش إس بي سي»، بالإجماع القرار وحثت المساهمين شخصياً على التصويت ضده، إذ يقول الرؤساء التنفيذيون إن مثل هذا التجديد لن ينجح؛ لأن الكثير من أعمال البنك تعتمد على المعاملات الخارجية.
قال المحللون لشبكة «CNN» إنهم لا يتوقعون الموافقة على الاقتراح، الذي يتطلب نسبة 75 في المئة، من الأصوات المؤيدة.
وأفاد كونوار بأن «الأمر سيثير الدهشة، في حالة كان التصويت إيجابياً بنسبة أكثر من 50 في المئة، أو حتى 25 في المئة فقط».
توصيات باستخدام النقض
قال بنك «إتش إس بي سي» إن مجلس الإدارة قد راجع خيارات إعادة هيكلة البنك، وخلص إلى أن مثل هذه البدائل يمكنها تدمير القيمة مادياً.
في الأسابيع الأخيرة، أوصت شركتا «غلاس لويس» الاستشارية وخدمات المساهمين المؤسسيين، بأن يستخدم المستثمرون حق النقض ضد الاقتراح، مشيرة إلى الافتقار إلى الأساس المنطقي المفصل والتعقيدات المحتملة له.
ويقول كبير محللي الأسهم في «مورنينغ ستار»، مايكل مقداد، «إنه حتى في حالة رفض الاقتراح، فإن التعبير عن دعم القرار قد يضغط على الإدارة لتسريع الجهود لخلق المزيد من القيمة».
وأضاف أن الانقسام لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد؛ لأنه يسهم في خلق مشكلات ضريبية، وقضايا تنظيمية، قائلاً «إذا كنت تحاول إعادة هيكلة بنك، فإن كل جهة تنظيمية ستطلب رأس مالها الخاص».
كما أوضح أن الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي جعلت مثل هذه الأسئلة من أهم الأولويات.
ووفقاً للمحللين، فإن أرباح «إتش إس بي سي» القوية هذا الأسبوع، والتي تضمنت مضاعفة الأرباح ثلاث مرات، واستعادة توزيعات الأرباح والإعلان عن عمليات إعادة الشراء، تقوي حجة الإدارة بأنها تسير في الاتجاه الصحيح.
جمع الأصوات
قال كين لوي، وهو مساهم ناشط في هونغ كونغ، لشبكة «CNN»، في مقابلة قبل أيام من موعده المقرر للسفر إلى المملكة المتحدة لحضور الاجتماع، إنه واثق من أن اقتراحه سيمرر.
وأضاف أنه عقد عشرة اجتماعات مع مستثمرين مؤسسيين لإقناعهم بقضيته وتجول في شوارع هونغ كونغ لجذب المزيد من مستثمري التجزئة.
كان هؤلاء المساهمون غير راضين عن إلغاء البنك لتوزيع أرباحه عام 2020، بناءً على طلب المنظمين البريطانيين.
وأوضح لوي أنه حصل على دعم «بينغ آن» التي تملك حصة تبلغ نحو 8 في المئة من البنك.
من جهته، قال صندوق التقاعد الحكومي النرويجي إنه سيصوت ضد الاقتراح، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، مضيفاً لشبكة «CNN» أنه لا يعلق على الاستثمارات الفردية.
(ميشيل توه – CNN)