أعلن بنك إتش إس بي سي، الأربعاء، أن أرباحه قبل الضرائب في النصف الأول من عام 2024 بلغت 21.6 مليار دولار، وهو أقل بقليل من الأداء القياسي الذي حققه العام الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لمجموعة إتش إس بي سي، نويل كوين «بعد تحقيق أرباح قياسية عام 2023، حققنا أداءً قوياً آخر في ما يخص الربح في النصف الأول من عام 2024، وهو دليل آخر على أن استراتيجيتنا تعمل بكفاءة».
وأعلن البنك في وقتٍ سابق من هذا الشهر أن مديره المالي، جورج الحديري، سيتولى منصب الرئيس التنفيذي في سبتمبر، بدلاً من نويل كوين.
وضاعف البنك جهود إعادة شراء أسهمه، معلناً عن إعادة شراء أخرى لمدة ثلاثة أشهر تصل إلى 3 مليارات دولار، بعد عملية إعادة الشراء التي تمت بقيمة 3 مليارات دولار أيضاً في الربع السابق.
وتمت الموافقة على توزيع أرباح بقيمة 0.1 دولار للسهم، ما يعني حصول المساهمين على إجمالي 4.8 مليار دولار، ليصل إجمالي الأرباح الموزعة منذ عام 2023 إلى 34.4 مليار دولار.
وأضاف نويل كوين «واثقون من قدرتنا على تحقيق عوائد جذابة حتى لو تم تخفيض أسعار الفائدة، ونتوقع متوسط عائد قريباً من 15 في المئة على الأسهم»، إلّا إذا تأثرت عناصر الأرباح الأهم بمؤثرات خارجية عام 2025.
البنك يزداد صلابة
تعززت الثقة في بنك إتش إس بي سي، لأنه يولد معظم إيراداته من آسيا بعد أن قضى عدة سنوات في التحول إلى المنطقة، متعهداً بتطوير أعماله في مجال الثروة واستهداف الأسواق سريعة النمو، هذا إلى جانب أسعار الفائدة المرتفعة التي تدعم أرباح البنك.
وكانت الزيادة البالغة 400 مليون دولار في الإيرادات خلال النصف الأول من عام 2024 مدفوعة بشكلٍ أساسي بارتفاع صافي الدخل من الفائدة المصرفية، فضلاً عن التخلص من أعمال البنك في كندا والأرجنتين وفرنسا والاستحواذ على وحدة بنك سيليكون فالي الأميركي في بريطانيا مقابل جنيه إسترليني واحد.
وسلّط القائد المنتهية ولايته الضوء على مناعة المجموعة ضد المخاطر السلبية لخفض أسعار الفائدة، إذ نوّع البنك إيراداته بالتوجه إلى زيادة حصة إدارة الثروات، وخاصة في آسيا، والتي اجتذبت 32.4 مليار دولار من صافي الأصول المستثمرة الجديدة.
ولكن يبقى المانع الأهم أمام استمرار صلابة البنك هو الصراع الأميركي- الصيني، وفي العام الماضي، قاد كوين الجهود الرامية إلى صد محاولة من المساهم الرئيسي، بينج آن، لفصل أصول البنك في آسيا، إذ صوّت المساهمون في النهاية لصالح رفض الاقتراح.
وسلّطت محاولة الانفصال هذه الضوء على موقف إتش إس بي سي الهش أمام التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وسط تساءل بعض المراقبين عمّا إذا كان أكبر مُقرض في أوروبا يمكنه الاستمرار في التأرجح بين الشرق والغرب، خاصةً بعد أن نفذ كوين برنامج إعادة هيكلة ضخم في أعقاب الجائحة، واستغنى عن آلاف الوظائف لإعادة التركيز على المناطق الأكثر ربحية في آسيا والشرق الأوسط.