قال الكرملين، اليوم الاثنين، إن أي محاولة أميركية لإجبار الدول على استخدام الدولار ستأتي بنتائج عكسية، بعد أن هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول البريكس إذا أنشأت عملتها الخاصة.

وطالب ترامب، يوم السبت الماضي، الدول الأعضاء في مجموعة البريكس بالالتزام بعدم إنشاء عملة جديدة أو دعم عملة أخرى تحل محل الدولار الأميركي، قائلاً إنهم سيواجهون رسوماً جمركية بنسبة 100 في المئة.

الدولار في مواجهة دول البريكس

وضمت مجموعة البريكس في البداية كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين، لكنها توسعت منذ ذلك الحين لتضم دولاً أخرى، وليس لدى المجموعة عملة مشتركة، لكن المناقشات المستمرة منذ فترة طويلة حول هذا الموضوع اكتسبت بعض الزخم، بعد أن فرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

ورداً على سؤال حول تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الدولار يفقد جاذبيته كعملة احتياطية للعديد من الدول، وهو اتجاه قال إنه يتسارع.

وقال بيسكوف للصحفيين، وفقاً لما نقلته رويترز «المزيد والمزيد من الدول تتحول إلى استخدام العملات الوطنية في تجارتها وأنشطتها الاقتصادية الخارجية».

وتوقع أنه إذا لجأت واشنطن إلى «القوة الاقتصادية» لإجبار الدول على استخدام الدولار فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية.

وتابع «إذا استخدمت الولايات المتحدة القوة، كما يقولون القوة الاقتصادية، لإجبار الدول على استخدام الدولار، فإن ذلك سيعزّز الاتجاه نحو التحول إلى العملات الوطنية في التجارة الدولية».

هل يفقد الدولار جاذبيته كعملة احتياطية؟

يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه بعض المحللين أن يفقد الدولار جاذبيته كعملة احتياطية، لكن وفقاً لدراسة أجراها مركز الاقتصادات الجغرافية التابع للمجلس الأطلسي هذا العام، فإن الدولار الأميركي يظل العملة الاحتياطية الرئيسية في العالم، ولم يتمكن اليورو ولا ما يُسمّى بدول البريكس من تقليل الاعتماد العالمي على الدولار.

وشهد الروبل الروسي انخفاضاً حاداً في قيمته مقابل الدولار الأميركي، حيث ضعفت قيمته في الأيام الأخيرة بسبب فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على عشرات البنوك الروسية، بما في ذلك المقرض الرئيسي «غازبروم بنك».

ومنذ غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، واجهت روسيا موجة من العقوبات من القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، في حين اعتمد اقتصاد الحرب المتعثر في روسيا على تدخل الدولة المكثف ودعم الشركاء بما في ذلك الصين وكوريا الشمالية وإيران.

وأدّى انخفاض أسعار النفط في الأشهر الأخيرة مع تراجع الطلب إلى الإضرار بالاقتصاد الروسي، كما أدّى ارتفاع استثمارات الدولة وسط حربها على أوكرانيا إلى إضعاف الروبل بشكل أكبر.