أعلنت «وزارة الخارجية» المصرية انسحابها نهاية يونيو حزيران المقبل من معاهدة تجارة الحبوب الدولية التي أبرمتها الأمم المتحدة منذ عقدين، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».
وأوضحت الخارجية المصرية لرويترز في بيان، أن القرار اتخذ بعد تقييم من وزارتَي التموين والتجارة، أفاد بأن عضوية مصر في مجلس الحبوب الدولي «ليس لها قيمة إضافية».
وقال المدير التنفيذي لمجلس الحبوب الدولي أرنو بيتي لـ«CNN الاقتصادية» يوم الجمعة «إن وفد مصر لم يُدفع لاتخاذ قرار الانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب».
كان بيتي قال لرويترز -في وقت سابق الجمعة- «لقد حدث هذا دون إشارة مسبقة، عدة وفود من الدول الأعضاء بالمجلس تشعر بالاندهاش والحزن إزاء القرار»، مضيفاً أنَّ «عدداً من الأعضاء سيطالبون مصر بإعادة النظر في قرارها».
وفي حديث مع «CNN الاقتصادية» أوضح الخبير والمستشار الاقتصادي طارق إبراهيم، أن مصر تبني محصولاً استراتيجياً ومخططاً للتكيف الذاتي لتحقيق الأمن الغذائي.
يأتي خروج مصر من اتفاقية تجارة الحبوب الدولية (GTC)، والتي تعزز شفافية سوق القمح، من أجل تعزيز التعاون التجاري بعد فترة من الاضطرابات في سلسلة توريد الحبوب بسبب الحرب في أوكرانيا، ما أدى إلى مخاوف بشأن الأمن الغذائي العالمي.
في عام 1995 وقعت مصر على اتفاقية التجارة العالمية، وهي المعاهدة الدولية الوحيدة التي تغطي تجارة الحبوب منذ بدايتها، وكانت عضواً في المجلس الذي يحكمها «مجلس الحبوب العالمي» منذ عام 1949.
وتشمل الاتفاقية دولاً مصدرة ومستوردة رئيسية، من ضمنها أميركا، وبريطانيا، وروسيا، وأوكرانيا، ودول الاتحاد الأوروبي ما عدا النمسا وفنلندا والسويد.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، إذ تستورد نحو 80 في المئة من احتياجاتها من روسيا وأوكرانيا، إلا أن واردات الحكومة المصرية تراجعت بنسبة 13 في المئة العام الماضي.
وأدى التأثير الاقتصادي للحرب إلى تفاقم نقص العملة الأجنبية في مصر، ما أدى إلى تباطؤ الواردات، وتراكم البضائع في الموانئ.
وعطلت الحرب مشتريات مصر من القمح العام الماضي، وأجرت الحكومة محادثات مع دول من بينها الهند في محاولة لتنويع إمداداتها.
وعلى الرغم من ذلك، اعتمدت مصر على الواردات الروسية التنافسية لزيادة احتياطياتها من خلال المناقصات التقليدية، فضلاً عن العروض المباشرة غير التقليدية.
وقبل خمسة أيام نشرت السفارة الروسية في مصر بياناً تؤكد فيه أن الحرب لن تؤثر على إمدادات الدول المستوردة للقمح، «منوهةً بفشل الأميركيين والأوروبيين في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي».