استفاقت الأسواق العالمية، يوم الأربعاء، على كابوس جديد مع تخلّي أكبر مستثمر لدى «كريدي سويس» عن الاستمرار في التمويل، ما جدد حالة عدم اليقين العالمي بشأن قطاع المصارف، بعد أيام قليلة من انهيار اثنين من أكبر البنوك الأميركية «سيليكون فالي» و«سيغنتشر».
وطالت حالة الذعر أسواق السلع الرئيسية؛ إذ تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في عام، بينما ارتفع كل من الذهب والدولار أكثر من نقطة مئوية.
المخاوف تدعم الذهب والدولار
وأوضح فيليب ستريبل، كبير استراتيجيي السوق لدى «بلو لاين فيوتشرز»، في تصريحات لوكالة رويترز، أن ارتفاع الذهب يرجع بشكل رئيسي لكونه ملاذاً آمناً، مشيراً إلى وجود الكثير من القلق بشأن بنك «كريدي سويس» وتعرض البنوك الأوروبية بالفعل لضغوط كبيرة.
وقال ستريبل «يذهب الناس إلى سندات الخزانة الأميركية، والذهب، والفضة، والدولار في أوقات عدم اليقين، إنهم يتركون الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم والمعادن الحساسة للتقلبات الاقتصادية مثل النحاس والبلاتين والبلاديوم».
وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل نيسان بنحو نقطة مئوية واحدة، أو 18.6 دولار إلى 1928 دولاراً للأوقية، مسجلةً أعلى مستوياتها منذ أوائل فبراير شباط، بحسب بيانات رفينتيف.
وصعد أيضاً مؤشر الدولار -الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 1.21 في المئة إلى 104.83 نقطة.
النفط في المنطقة الحمراء
تجاوز القلق بشأن نظام المصارف العالمي، الآمال بتعافي الطلب الصيني على النفط، وسط مخاوف من أن يؤدي توالي انهيارات البنوك الأميركية إلى أزمة مالية عالمية تقيد الطلب على الخام.
وتزايدت الضغوط على أسعار النفط بعدما أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة «معلومات الطاقة» الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ما يهدد بزيادة المعروض النفطي في الأسواق.
وتراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم أبريل نيسان بنسبة 5.51 في المئة، أو بمقدار 3.63 دولار إلى 67.46 دولار للبرميل، كما هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو أيار بنحو 4.29 في المئة إلى 74.14 دولار للبرميل.
وتأتي هذه الانخفاضات، على الرغم من توقعات كل من وكالة الطاقة الدولية ومنظمة «أوبك» زيادة الطلب الصيني على النفط الخام خلال عام 2023، وفقاً لما ورد في تقريرهما لشهر مارس آذار.