داهمت الشرطة الإسبانية ثلاثة مصانع تبغ سرية في وقت مبكر من هذا العام، وصادرت ما يقرب قيمته من 40 مليون يورو (44 مليون دولار) من أوراق التبغ و السجائر غير المشروعة.
وقالت الشرطة إنها عثرت في بلدة ألفارو الشمالية، على 10 عمال أوكرانيين، خمسة منهم من لاجئي الحرب، ألحقوا بالعمل بدون عقود وبأجر ضئيل «كانوا يعملون طوال اليوم ويعيشون في المصنع وممنوعين من المغادرة».
الجماعات الإجرامية التي عادة ما تحصل بشكل أساسي على منتجات التبغ المزيفة من خارج الاتحاد الأوروبي، تنشئ الآن مرافق إنتاج في أوروبا الغربية بشكل متزايد لتكون أقرب إلى الأسواق ذات الأسعار الأعلى.
الحرب والوباء
وقال المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، إن تلك العمليات غير المشروعة زادت مع توقف حركة السفر لمحاربة فيروس كورونا، والتي قلصت إمدادات التبغ من خارج الاتحاد.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا والتي ظلت لسنوات مركزاً للإنتاج وطريق عبور للتبغ غير المشروع سرعت من وتيرة تلك العمليات.
وقال ماكدونالدز من شركة «إمبريال» براندز، إن أوكرانيا كانت مركزاً لتصنيع التبغ غير المشروع وطريق إمداد للسجائر غير المشروعة والمقلدة المصنوعة في روسيا وبيلاروسيا، وهي أنشطة ربما تعطلت بسبب الحرب.
بالإضافة إلى التكلفة البشرية، تعتبر السجائر المقلدة بمثابة شوكة في جانب أكبر شركات التبغ في العالم في وقت تواجه فيه انخفاضاً عالمياً في التدخين، ما حفز استثمارات كبيرة في منتجات بديلة مثل السجائر الإلكترونية.
قال سيريل أوليف، الرئيس الإقليمي لمكافحة التجارة غير المشروعة في شركة «بريتيش أميركان توباكو»، «لقد تحولت العصابات الإجرامية من استيراد المنتجات المقلدة إلى أوروبا إلى إنشاء منشآت تصنيع غير مشروعة داخل حدود الاتحاد الأوروبي».
واتهم بعض النشطاء شركات التبغ الكبرى بالمبالغة في حجم السوق غير المشروعة كوسيلة ضغط ضد الضرائب المرتفعة، وهو أمر تنفيه الشركات، ومع ذلك تظهر أحدث البيانات أن مضبوطات السجائر غير المشروعة آخذة في الازدياد.
السجائر المزيفة
صُدرت 531 مليون سيجارة غير مشروعة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بزيادة قدرها 43 في المئة من نحو 370 مليوناً ضبطت في عام 2020، نحو 60 في المئة من السجائر كانت من الإنتاج غير المشروع في دول الاتحاد بينما جرى تهريب الباقي.
تقلصت الإمدادات من الصين وأجزاء أخرى من آسيا، التي كانت في السابق أكبر مصادر السجائر المقلدة، خلال عمليات الإغلاق لمكافحة «كوفيد-19»، ما أدى إلى زيادة الإنتاج في أوروبا نفسها.
(رويترز)