سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستيراد أدوية السرطان من الصين وسط نقص مستمر، إذ تعمل إدارة الغذاء والدواء الأميركية مع شركة الأدوية الصينية «تشيلو للأدوية» لاستيراد دواء السرطان «سيسبلاتين» لتعزيز الإمدادات في ظل النقص الموجود.
ستقوم شركة الأدوية الكندية «أبوتيكس» بتوزيع الدواء القابل للحقن في قوارير سعة 50 مليغرام على أساس مؤقت، وسيكون متاحاً للطلب من قبل مقدمي الرعاية الصحية بدءاً من يوم الثلاثاء.
يوصف عقار «سيسبلاتين» وغيره من الأدوية التي تعتمد على البلاتين، لنحو 10 إلى 20 في المئة من جميع مرضى السرطان، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان، يزيد معدل الشفاء لـ«سيسبلاتين» على 90 في المئة عند استخدامه لعلاج سرطان الخصية، كما يعالج سرطان المثانة، وعنق الرحم، والمبيض، والرئة، والمعدة، والثدي، وسرطان الرأس، والرقبة.
وتعد علاجات السرطان من بين أكثر العلاجات تضرراً، إذ تواجه الولايات المتحدة عدداً شبه قياسي من نقص الأدوية، وبدءاً من نهاية مارس آذار، كان هناك نحو 20 دواءً للعلاج الكيميائي في حالة نقص مستمر، وهو خامس أكثر فئة من الأدوية نقصاً، وفقاً لبيانات من خدمة معلومات الأدوية بجامعة يوتاه.
انتقد المشرعون إدارة الغذاء والدواء لتخلفها عن عمليات التفتيش، وذلك خلال جلسة استماع الشهر الماضي حول النقص، وخاصةً في المنشآت الدولية، لكن مفوض إدارة الغذاء والدواء الدكتور روبرت كاليف قال إن المنظمة تفعل ما في وسعها على الرغم من أن القضايا الاقتصادية الكامنة وراء النقص ليست في نطاق اختصاصها.
قال كاليف على تويتر في وقتٍ متأخر من يوم الجمعة، «تدرك إدارة الغذاء والدواء أهمية الإمداد المستقر والآمن للأدوية المهمة المستخدمة في علم الأورام، وخاصة تلك المستخدمة في المواقف العلاجية أو التي تطيل العمر»، وتابع «اليوم، اتخذنا خطوات للاستيراد المؤقت لبعض الإصدارات الأجنبية المعتمدة من منتجات (سيسبلاتين) من المرافق المسجلة لدى إدارة الغذاء والدواء الأميركية، واستخدمنا السلطة التقديرية التنظيمية لمواصلة توريد منتجات (سيسبلاتين) و(كاربوبلاتين) الأخرى للمساعدة في تلبية احتياجات المرضى»، «في هذه الحالات، نقوم بتقييم جودة المنتج بعناية شديدة ونطلب من الشركات اتخاذ إجراءات معينة لضمان سلامة المنتجات للمرضى، يجب أن يطمئن الجمهور إلى أننا سنواصل جميع الجهود في نطاق سلطتنا لمساعدة الصناعة التي تصنع وتوزع هذه الأدوية لتلبية جميع احتياجات المرضى من أدوية الأورام المتأثرة بالنقص».
وقالت الدكتورة أماندا فادر، الأستاذة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إن النقص الحاد في «السيسبلاتين» و«الكاربوبلاتين»، «وهما بمثابة العمود الفقري للعلاج الكيميائي»، يؤثر على مئات الآلاف من المرضى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقالت أيضاً، «الدواء البديل مطلوب في بعض الأحيان»، «وفي كثير من الحالات، ستكون بدائل الأدوية هذه فعالة من حيث الاستجابة للعلاج، ومع ذلك فإن العديد من هذه الأدوية قد تحمل ملامح آثار جانبية أسوأ أو جداول جرعات مختلفة تتطلب معدلاً أطول لإداراتها بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات».
وقالت فادر إن واردات الأدوية الأجنبية ساعدت في حالات مماثلة من قبل، إذ سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية للشركات الأجنبية باستيراد عقار العلاج الكيميائي «دوكسيل» وسط نقص استمر أكثر من عام، وذلك منذ عشر سنوات ماضية، وأشارت إلى أن «الأدوية تحتاج بالفعل إلى اجتياز نفس عمليات التفتيش الصارمة والمتطلبات مثل الأدوية المعتمدة تقليدياً من قِبل إدارة الغذاء والدواء، لذا فإن هذه العملية تستغرق وقتاً».