يتوقع بعض المستثمرين أن يؤدي العنف في الأراضي الفلسطينية إلى زيادة الإقبال على الذهب والأصول الآمنة للتحوط من الاضطرابات الجيوسياسية المحتملة، مؤكدين أنهم يراقبون الأحداث الجارية في إسرائيل عن كثب لمتابعة أثرها على الأسواق.

وكانت فصائل فلسطينية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد اقتحمت عدداً من القواعد والمستوطنات الإسرائيلية في هجوم غير مسبوق يوم السبت، ما أدى إلى تنديد الدول الغربية -وفي مقدمتها أميركا- بالهجوم وتعهدها بدعم إسرائيل.

وأشار المحللون إلى أن المخاطر الجيوسياسية قد تدفع إلى تزايد عمليات شراء الأصول الآمنة مثل الذهب و الدولار، وقد تعزز الطلب على سندات الخزانة الأميركية التي شهدت إقبالاً قوياً خلال الفترة الأخيرة.

تُعد الأحداث الجارية مثالاً جيداً على الأسباب التي تدعو المستثمرين لزيادة إدراج المعدن الأصفر في محافظهم الاستثمارية، فهو يُعد أداة تحوط مثالية في مواجهة الاضطرابات الدولية، وفقاً لتصريحات بيتر كارديلو -كبير خبراء السوق في شركة سبارتان كابيتال سكيوريتز- لوكالة رويترز، لافتاً إلى أن الدولار أيضاً يعد إحدى أدوات التحوط المرشحة للاستفادة بقوة من الأحداث الحالية.

وكانت الأسواق قد تفاعلت خلال الأسابيع الأخيرة مع توقعات استمرار سلسلة رفع الفائدة الأميركية، إذ ارتفعت عائدات السندات الأميركية لتدعم مكاسب الدولار، على الجانب الآخر تكبدت الأسهم خسائر حادة في الربع الثالث لكنها استقرت نسبياً الأسبوع الماضي.

وحول مدى تأثير التصعيد الفلسطيني-الإسرائيلي الأخير على الأسواق، لفت المحللون إلى أن حركة الأسواق في الفترة القادمة ستعتمد بشكل كامل على مدة ونطاق الصراع وما إذا كانت أطراف أخرى ستنضم للنزاع، في إشارة واضحة إلى إيران التي تدعم حزب الله اللبناني، خاصة مع التحسن الأخير في معدلات إنتاج النفط الإيراني.

وأوضحوا أنه على الرغم من الزيادة المستمرة في إنتاج النفط الإيراني مؤخراً، فإن أي تقدم تحرزه إيران مع أميركا وراء الكواليس سيُقوَّض بشكل كبير في حالة دعم إيران لحماس، لكن خسارة الإنتاج المحتملة -وإن كانت مهمة- لن تكون مدمرة.

وبالفعل، حظي الهجوم الذي شنته حركة حماس بإشادة علنية من قبل حزب الله اللبناني أحد حلفاء إيران.

هل تصبح إيران أحد أطراف النزاع؟

ولا يزال التصعيد بين إسرائيل وإيران محتملاً نظراً لوجود قوات حزب الله المدعومة من طهران على الجبهة اللبنانية، في وقت أفادت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن جيش الدفاع الإسرائيلي أطلق النار على عدد من المتسللين المحتملين على طول حدوده مع لبنان بينما كانت أعمال العنف تتكشف في الجزء الجنوبي من البلاد.

وكان قائد «فيلق القدس» التابع «للحرس الثوري الإسلامي» في إيران، الجنرال إسماعيل قاآني، قد اجتمع مع قادة «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي» في المنطقة لتنسيق الجهود المشتركة واستفزاز تل أبيب بشكل أكبر، ما قد يكون أسهم في انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، وفقاً لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

وفي ظل احتمالية وجود مكون إيراني في الهجمات على إسرائيل، فمن المرجح أن تشتد حرب الظل المستمرة بين القدس وطهران.

وشهد صباح الأحد مناوشات متبادلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف مدفعية باتجاه الحدود اللبنانية رداً على استهداف حزب الله لثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا.