قال متعاملون اليوم الاثنين إن نحو 16 مورداً قدموا عروضاً حتى الآن في أكبر ممارسة دولية تطرحها مصر على الإطلاق لشراء القمح، والتي تشمل فترات شحن أطول من المتوقع وكذلك شروط سداد غير جذابة.
وطرحت الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي في مصر، الأسبوع الماضي الممارسة الدولية لاستيراد 3.8 مليون طن من القمح، في تغيير لاستراتيجية الهيئة تم اعتباره وسيلة للاستفادة من تراجع الأسعار العالمية في الآونة الأخيرة، وتراجعت الأسعار هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات تقريباً.
ومصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وتستخدم هذه الواردات بالأساس لتوفير الخبز المدعم لعشرات الملايين من المواطنين، وتستورد هيئة السلع التموينية وحدها نحو 5.5 مليون طن من القمح سنوياً لتغطية احتياجات برنامج دعم الخبز.
وعانت مصر من ارتفاع التضخم خلال العامين الماضيين، وكانت بحاجة لدعم صندوق النقد الدولي ودول الخليج الصديقة، التي ضخت مليارات الدولارات على شكل قروض واستثمارات في عام 2024 وحده، لمعالجة أزمة النقد الأجنبي.
ووفقاً للموازنة العامة، فإن الهيئة العامة للسلع التموينية تستهدف توفير 8.25 مليون طن من القمح من أجل الخبز المدعوم، سواء من المزارعين المحليين أو عن طريق الاستيراد، بتكلفة إجمالية 96 مليار جنيه (1.95 مليار دولار).
واشترت الحكومة بالفعل 3.6 مليون طن من المحصول المحلي هذا العام.
وقال نعماني نصر المستشار السابق لوزير التموين المصري «3.8 مليون طن المطلوبين في الممارسة هما الفرق بين المتوفر في هيئة السلع من المحصول المحلي والاستيراد اللي تم خلاص والاحتياجات لحد ما موسم القمح الجاي يبدأ على أبريل».
وأضاف نصر أن الكمية الضخمة للقمح المطلوب والجدول الزمني الممتد للشحن قد يدفعان التجار إلى تقديم عطاءاتهم بعلاوة إذ إنهم يسعون إلى حماية أنفسهم من تقلبات السوق المحتملة.
وطلبت الهيئة من التجار تقديم عروض للشحن بين أكتوبر تشرين الأول 2024 وأبريل نيسان 2025.
وفضلاً عن ذلك، فإن شروط الدفع الآجل التي تتضمن خطابات اعتماد مدتها 270 يوماً ربما تمنع بعض التجار من المشاركة في الممارسة أو تدفعهم إلى زيادة أسعارهم.
وأشار متعامل من ألمانيا إلى أن أسعار القمح الحالية من روسيا ومناطق البحر الأسود الأخرى أقل كثيراً من أسعار القمح من أوروبا الغربية بنحو 20 دولاراً للطن، ما يجعلهم منافسين أقوياء للحصول على عقد من مصر.
وقال «ليس هناك الكثير من التفاؤل بأن تحصل المناشئ الأخرى على فرصة».