بلغت أسعار الذهب مستويات قياسية مرتفعة اليوم الثلاثاء، مع استمرار المستثمرين في التدافع على المعدن النفيس من دون حركات تصحيحية لجني الأرباح قبل خفض أسعار الفائدة المتوقع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أيلول القادم.
إذ ارتفع الذهب الفوري فوق 2525 دولاراً للأوقية يوم الثلاثاء، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب للتسليم في ديسمبر كانون الأول فوق 2560 دولاراً للأوقية.
كما أدت مشتريات الذهب من قبل البنوك المركزية، التي بلغت مستوى قياسياً في الربع الأول من عام 2024، إلى ارتفاع الأسعار هذا العام، بينما أبقت التوترات الجيوسياسية المستثمرين يركزون على المعدن النفيس كأصل ملاذ آمن.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بأكثر من 23 في المئة حتى الآن هذا العام، ما يجعلها واحدة من أفضل المعادن أداءً هذا العام.
قالت مديرة الاستثمار في الأميركتين في «يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت» سوليتا مارسيلي، «نتوقع ارتفاع أسعار الذهب إلى 2600 دولار أميركي للأوقية بحلول نهاية عام 2024، وسط طلب قوي من البنوك المركزية وارتفاع محتمل في نشاط صناديق الاستثمار المتداولة».
ومن المتوقع أن يأتي المحفز التالي للذهب يوم الجمعة، عندما يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، سيبحث المستثمرون عن أدلة تؤكد خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل.
حتى يوم الثلاثاء، كان المتداولون يقدرون بنسبة 71.5 في المئة بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.25 في المئة في 18 سبتمبر أيلول؛ بينما بلغت احتمالات خفض الفائدة بمقدار 0.50 في المئة أقرب إلى 28 في المئة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».
وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة فعلياً بالذهب تدفقات لمدة ثلاثة أشهر متتالية، حيث تكدس المستثمرون الغربيون على الذهب، مع تفوق نشاط أميركا الشمالية على أوروبا وآسيا في يوليو تموز.
وقال كبير استراتيجي السوق في مجلس الذهب العالمي جوزيف كافاتوني، لموقع «ياهو فاينانس» يوم الثلاثاء، «إن السبب الأساسي لذلك توقعات خفض أسعار الفائدة التي من المرجح أن تحدث قريباً».
وقال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «أليجيانس جولد» أليكس إبكاريان، لموقع «ياهو فاينانس»، «لم يعد الذهب يتنافس مع السندات أو شهادات الإيداع، إذا كنت تأخذ في الاعتبار معدل التضخم، وتنظر إلى العائد الحقيقي، فسيتفوق الذهب كثيراً على نمو العائدات على شهادات الإيداع».
ومع ذلك، من الآن حتى نهاية العام، يتوقع إبكاريان أن تؤثر عمليات سحب الأرباح على مكاسب الأسعار الإضافية.
وقال إبكاريان «من الصحي بالنسبة لنا أن نشهد نوعاً من التراجع، إذ إن هذه هي المرة السابعة التي يسجل فيها الذهب أعلى مستوى قياسي على الإطلاق منذ بداية أبريل نيسان، وفي أي وقت يحدث ذلك، نحصل على المزيد من مريدي الأرباح».