يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تشهد أسعار الذهب زيادة بوتيرة أبطأ في عام 2025، عقب تسجيلها سلسلة من المستويات القياسية خلال هذا العام.

وأوضح تقرير المجلس أن أسعار الذهب ارتفعت بأكثر من 30 في المئة خلال العام الحالي حتى الآن، إلا أن المكاسب في العام المقبل قد تكون معتدلة نتيجة لعوامل متغيرة مثل النمو الاقتصادي والتضخم.

وأضاف التقرير أن الحروب التجارية المحتملة في الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتوقعات أسعار الفائدة المعقدة، قد تؤدي إلى نمو اقتصادي دون المستوى المتوقع، ما يؤثر سلباً على الطلب من المستثمرين والمستهلكين.

وأضاف التقرير أن جميع الأنظار تتجه نحو الولايات المتحدة، حيث قد توفر ولاية ترامب الثانية دفعة للاقتصاد المحلي، إلا أنها قد تثير أيضاً درجة من القلق لدى المستثمرين على مستوى العالم.

وقال خوان كارلوس أرتيغاس، رئيس قسم الأبحاث العالمية في مجلس الذهب العالمي: «هناك قدر كبير من عدم اليقين حول تأثير الفترة الثانية لترامب على الاقتصاد العالمي».

وأضاف أن التوجه نحو المخاطر قد يشكل تحديات أمام الذهب في بداية عام 2025.

ومع ذلك، أكد أرتيغاس أن السياسات المتعلقة بالتجارة، والتعريفات الجمركية، وسلاسل التوريد قد تسهم في زيادة الضغوط التضخمية، ما يعزز جاذبية الذهب كتحوط ضد التضخم، وربما يدفع الأسعار نحو الارتفاع.

توقعات الذهب لعام 2025

يتوقع المجلس أن يظل الطلب على الذهب قوياً في عام 2025، رغم أنه قد يكون بمستويات أقل قليلاً مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية.

وقال أرتيغاس «رغم صعوبة التنبؤ بمشتريات البنوك المركزية بسبب العوامل السياسية، فإن الدوافع الأساسية، مثل تنويع الاحتياطيات في ظل ارتفاع الديون السيادية، والتوترات الجيوسياسية، من المرجح أن تستمر».

وحدد مجلس الذهب العالمي في تقريره عدة عوامل من المتوقع أن تؤثر في أسعار الذهب في عام 2025، منها التوسع الاقتصادي الذي يؤثر بشكل مباشر على الطلب الاستهلاكي، فضلاً عن المخاطر وعدم اليقين التي قد تدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كوسيلة للتحوط.

إلى ذلك، أشار المجلس إلى تكلفة الفرصة البديلة، التي تؤثر على جاذبية الذهب مقارنة بعوائد السندات، فضلاً عن دور الزخم الذي قد يعزز الاتجاهات الحالية للأسعار أو يعيدها إلى متوسطها على المدى الطويل.

كما أظهرت تحليلات مجلس الذهب العالمي أن التغيرات الاقتصادية والسياسات ستظل عوامل حاسمة في تحديد آفاق الذهب، ما يبرز دوره كمؤشر على الأوضاع المالية والجيوسياسية العالمية.

يُذكر أن بعض البنوك لا تزال متفائلة بشأن آفاق المعدن الأصفر، حيث توقع مصرف الاستثمار العالمي « غولدمان ساكس» أن يسجل الذهب مستويات قياسية جديدة خلال العام المقبل، مدفوعاً بعدة عوامل رئيسية، أبرزها زيادة مشتريات البنوك المركزية وتوجه الولايات المتحدة نحو خفض معدلات الفائدة.

وصنّف البنك المعدن النفيس كواحد من أفضل الفرص الاستثمارية في قطاع السلع لعام 2025، مشيراً إلى احتمالية استمرار ارتفاع أسعاره خلال فترة رئاسة دونالد ترامب ووصوله إلى 3000 دولار بنهاية العام المقبل.