قال الملياردير الأميركي وارن بافيت، صاحب مجموعة بيركشاير هاثاواي، إن «التوترات الجيوسياسية» كانت «أحد الاعتبارات» في قرار بيع معظم أسهم مجموعته في عملاقة صناعة الرقائق «تي إس إم سي» التايوانية.
كان رجل الأعمال الأميركي المعروف أبلغ «نيكاي»، يوم الثلاثاء، أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة «تي إس إم سي» تُدار بشكل جيد، إلّا أن «بيركشاير» تُفضل استثمار رأس مالها في «أماكن أفضل».
كانت «بيركشاير هاثاواي» أعلنت، في فبراير شباط، بيعها 86 في المئة من أسهمها في «تي إس إم سي» في خطوة غير مألوفة، إذ من المعروف أن الكهل الثري الأميركي عادة ما يتمهل في صفقاته.
أهمية «تي إس إم سي»
يُنظر إلى شركة «تي إس إم سي» على أنها ذات قيمة للاقتصاد العالمي، كما تُعتبر كنزاً وطنياً بالنسبة لتايوان، وهي مورد أشباه موصلات أساسي لعمالقة التكنولوجيا مثل «أبل» و«كوالكوم»، إذ تنتج أشباه الموصلات الأكثر تقدماً في العالم بكميات كبيرة.
أشباه الموصلات هي مكونات حيوية في الصناعة ولازمة لتشغيل كل شيء من الهواتف الذكية إلى الغسالات.
كما تمثل الشركة أهمية بالنسبة للصين، التي تَعتَبِر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
في حين تعتبر تايوان -من جهة أخرى- أن «تي إس إم سي» تمثل درعاً واقية ضد غزو عسكري محتمل من الصين؛ إذ يمثل وجود «تي إس إم سي» حافزاً قوياً للغرب للدفاع عن تايوان ضد أي محاولة صينية للاستيلاء عليها.
ازدادت التوترات الجيوسياسية هذا الأسبوع في مضيق تايوان إثر محاكاة الصين، يوم السبت، «ضربات دقيقة» على الجزيرة خلال سلسلة من التدريبات العسكرية، بعد يوم من عودة الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون من زيارتها لأميركا الوسطى والولايات المتحدة الأميركية، حيث قابلت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.
ووصف مسؤولون صينيون التدريبات بأنها «تحذير شديد ضد تواطؤ القوات الانفصالية التايوانية مع قوى خارجية، وخطوة ضرورية للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي».
وكانت بكين أجرت مناورات عسكرية مماثلة واسعة النطاق حول تايوان في أغسطس آب، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي الجزيرة.