بعد مرور أيامٍ من قرار إيلون ماسك حذف علامات التوثيق الزرقاء من حسابات كبار الشخصيات والمؤسسات والمشاهير بعد فرض رسوم للتوثيق، عادت العلامات للظهور من جديد على بعض الحسابات، ما دفع العديد منهم لتوضيح عدم طلبهم رجوعها أو إبداء رغبتهم بوجودها.
والغريب أن من بين الحسابات التي عادت علامات توثيقها، تلك العائدة لشخصيات عامة ومشاهير، لكنهم رحلوا عن عالمنا بالفعل، مثل الممثل الأميركي الكوميدي الراحل بوب ساجيت، والممثلة الأميركية كريستي آلي، والصحفية والمذيعة الأميركية باربرا والترز، التي من المرجح أن المنصة أعادتها مجاناً.
تسلط الفوضى الأخيرة الضوء على شكوك المستخدمين المتزايدة إزاء قيمة علامات توثيق الحسابات، في الوقت الذي يراهن ماسك على زيادة إيرادات الاشتراك لمنصته، لا سيما بعد الانخفاض الهائل في نشاطها الإعلاني.
تخبط في سياسة «تويتر» فيما يتعلق بالتوثيق
تبدلت مفاهيم سياسة التوثيق بين المستخدمين، فبعد أن كانت تدل على أن أصحاب تلك الحسابات هم الشخصيات المؤثرة والشهيرة، أسهم قرار ماسك في قلب المفاهيم بجعل التوثيق متاحاً بمقابل مادي، ما دفع لانقسام المستخدمين بين مؤيد لنظام التوثيق الجديد عبر هاشتاج #paythe8، في مواجهة منتقدي السياسة الجديدة عبر #blocktheblue.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، شبهت العديد من الشخصيات البارزة علامات التوثيق الظاهرة على حساباتهم «بالعقاب»، مثل الممثلة كريسي تيغن التي عانت صعوبات لإزالة العلامة، ولكنها نجحت في النهاية بعد تغيير اسم حسابها.
رد فعل المشاهير، إضافة لاضطرار «تويتر» إلى استعادة بعض علامات التوثيق بمبادرة منها وعلى نفقة الشركة الخاصة، يعكس الثغرات بين خطط ماسك وتنفيذها، ومن ناحية أخرى يدل على مدى انعزال ماسك عن العديد من المستخدمين المشاهير الذين أثرى محتواهم المنصة وأسهم في نجاحها.
الثمن الحقيقي لحرب ماسك ضد العلامات الزرقاء
بعد أسبوع من شراء المنصة مقابل 44 مليار دولار أميركي، شجب ماسك النهج القديم للمنصة في توثيق حسابات المشاهير والمؤسسات الإخبارية والحسابات الحكومية.
وأعلن ماسك في نوفمبر تشرين الثاني عن خطته لإتاحة علامات التوثيق الزرقاء لأي مستخدم مقابل دفع ثمانية دولارات رسوماً شهرياً.
ولكن قرار ماسك للمضي قدماً في هذه الخطة، أدى إلى عواقب غير مقصودة، بما في ذلك موجة من عمليات انتحال الشخصيات واحتمال انتشار المعلومات المضللة، ولعل محاولته تصحيح تلك الأخطاء عبر إعادة العلامات للبعض، يثير الآن استياءً بسبب رسائل «تويتر» المتضاربة.
ويؤدي رفض المستخدمين البارزين للدفع مقابل التوثيق إلى إثارة تساؤلات حول مدى قدرة «تويتر» على توليد الإيرادات على المدى الطويل.