يُريد إيلون ماسك الآن وبعد كل شيء شراء تويتر، وهذه أخبار جيدة لمساهمي موقع التواصل الاجتماعي الذين طالت معاناتهم، لكن على الطرف الآخر يأمل مستثمرو تسلا أن يكون لدى ماسك بعض الوقت لهم، فهم بحاجة إلى القليل من المساعدة أيضاً.
بالتأكيد، لا يزال لدى ماسك العديد من المعجبين في “وول ستريت” وخلف مقود السيارات، لكن البعض سئم من عدم قدرة أغنى شخص في العالم على التركيز أكثر على الشركة التي منحته الجزء الأكبر من ثروته.
ستعلن تسلا عن أرباحها بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء، في وقت انخفضت فيه أسهم الشركة بأكثر من 35% هذا العام وسط مخاوف تستند إلى ما أعلنته الشركة في وقت سابق بخصوص ضعف أرقام الإنتاج والتسليم عن التوقعات للربع الثالث.
ولا تزال “وول ستريت” تنتظر نمواً قوياً في المبيعات والأرباح، مع إجماع التوقعات حول زيادة بنسبة 60% في الإيرادات والأرباح، لكن المحللين قلصوا هذه التقديرات في الأسابيع القليلة الماضية.
ويرجع ذلك جزئياً إلى حقيقة أن تسلا تواجه منافسة متزايدة في الولايات المتحدة من أمثال جنيرال موتورز وفورد وفولكسفاغن وغيرها من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية مثل Rivian وLucid.
هناك تحديات كبيرة في الصين أيضاً، حيث تواجه تسلا منافسين محليين في مجال صناعة السيارات الكهربائية مثل “Nio” و “Xpeng” و “Li Auto”، هناك أيضاً “BYD”، وهي شركة سيارات صينية مدعومة من شركة وارن بافيت “Berkshire Hathaway”.
لكي نكون منصفين، فإن قطاع السيارات بأكمله يكافح هذا العام بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الركود العالمي، وارتفاع أسعار الطاقة، وبالطبع المنافسة الشرسة.
انخفضت جميع أسهم شركات صناعة السيارات الأمريكية والأوروبية واليابانية بنحو 20% إلى 45% هذا العام، وانخفضت أسهم شركات صناعة السيارات الكهربائية (في كل من الولايات المتحدة والصين) بنحو 60% إلى 80% في عام 2022.
تسلا وصداع تويتر
غرد غاري بلاك، الشريك الإداري في Future Fund وأحد المساهمين في تسلا، على تويتر خلال الأسابيع القليلة الماضية بأن المخاوف بشأن “تويتر” تشكل صداعاً لمستثمري تسلا.
وفي إحدى التغريدات، قال بلاك “هناك العديد من المشكلات التي تواجه تسلا بسبب تويتر.. أكبرها: العبء الناجم عن بيع ماسك لأسهم تسلا في نهاية المطاف لتمويل الصفقة، وتشتت ماسك خاصة وأن “كفاءته الأساسية هي الهندسة / التكنولوجيا، فيما تويتر هو عمل إعلامي قائم على الإعلانات”.
لا يوجد لدى تسلا أيضاً مدير تشغيل رئيسي، وهذا يعني أن ماسك يجب ان يكون أكثر انغماساً وقرباً من إدارة تسلا، بينما هو يشتت انتباهه بسبب مساعيه العديدة الأخرى، مثل SpaceX وThe Boring Company و Neuralink وربما Twitter.
تؤكد أرقام التسليم والإنتاج المخيبة أيضاً كيف أن تباطؤ الاقتصاد العالمي (والركود المحتمل) يمكن أن يُضر تسلا.
تساءل آدم جوناس المحلل في مورجان ستانلي في تقرير حديث: هل نحن على يقين من أن المشكلة هي العرض فقط وليست مرتبطة (جزئياً) بالطلب؟
وأضاف جوناس قائلاً “سيكون من غير المعقول الافتراض أن الشركة يمكنها الاستمرار في رفع الأسعار دون معاناة الطلب، خاصة إذا كان الاقتصاد يتباطأ”.
قد يتأثر الطلب أيضاً حيث تواجه تسلا مزيداً من المنافسة في الولايات المتحدة.
وقال المحللون في S&P Global Ratings في تقرير حديث: “لتعزيز مركزها التنافسي، ستحتاج تسلا إلى توسيع نطاق منتجاتها للتعامل مع عدد أكبر بكثير من الموديلات من شركات صناعة السيارات العالمية والشركات الناشئة بحلول نهاية عام 2025”.
ويبدو أن محللو S&P واثقون من أن ماسك قادر على تحقيق ذلك، حتى أنهم قاموا مؤخراً بترقية تصنيفهم الائتماني لتسلا، لكنهم أقروا بأن الأمر لن يكون سهلاً، فهامش الخطأ ضئيل.
ووفق تقدير S&P فعدد طرازات السيارات الكهربائية المتاحة في أمريكا الشمالية سيتجاوز 100 بحلول 2026، أي أكثر من أربعة أضعاف المستويات الحالية.
وقال المحللون: “على مدى 3-5 سنوات القادمة، يمكن أن يصبح عدد قليل منهم منافساً كبيراً لشركة تسلا”.
سيناريو نتفليكس
يعرف مستثمرو نتفليكس جيداً ما يمكن أن يحدث عندما يتغير حال السوق الذي كنت فيه في يوم من الأيام المسيطر الوحيد.. تراجعت أسهم شركة البث العملاقة بأكثر من 60% في عام 2022، مما يجعلها واحدة من أسوأ الشركات أداءً ضمن S&P 500.
ستعلن الشركة عن أرباح الربع الثالث يوم الثلاثاء، وسيراقب المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت نتفليكس قادرة على وقف النزيف بعد خسارة المشتركين في كل من الربعين الأولين.
أدت مشاكل نتفليكس إلى قيام الشركة بما لم يكن من الممكن تصوره في السابق: الخميس الماضي أعلنت الشركة عن خطط للحصول على خطة اشتراك أرخص مدعومة بالإعلانات، وستطلق نتفليكس الإصدار المستند إلى الإعلانات (المعروف أيضاً باسم التلفزيون القديم) في نوفمبر، ويشكل ذلك قرار جريء لكن قد لا ينجح.
قال جيفري ولوداركزاك، المحلل في Pivotal Research Group، “تدفع مخاوف الركود العديد من المستهلكين إلى تقليص المبلغ الذي يخططون لإنفاقه على خدمات البث، والتي يوجد منها الآن الكثير.. هذه أخبار سيئة على وجه الخصوص لـ نتفليكس”.
وقال إريك شيريدان، محلل بنك جولدمان ساكس، في تقرير إنه لا يزال يشعر بالقلق من أن عروض المشتركين الإضافية والتي يمكن أن تتسبب في الدوران نحو الخطط الأقل سعراً من قبل المستخدمين في أي ركود محتمل للمستهلكين خلال الـ6 إلى 12 شهرًا “. بمعنى آخر، يتخلى المستخدمون عن الخطط الأكثر تكلفة للحصول على اشتراكات أرخص وأقل ربحية.
علاوة على ذلك، لم تعد نتفليكس منصة البث الوحيدة التي تعاني، حيث انخفضت أسهم ديزني، التي تحتوي أيضاً على إصدار قائم على الإعلانات Disney+ قريباً، بنسبة 40% تقريباً هذا العام.
بالإضافة إلى نتفليكس وديزني +، هناك أيضًا Hulu التي تسيطر عليها ديزني، وأمازون برايم فيديو، ووتلفزيون أبل+، وبيكوك، وبارامونت +، وإتش بي او ماكس.
لقد أثرت توترات التباطؤ الاقتصادي بشكل كبير على قطاع الإعلام بأكمله، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من أن المستهلكين سيرفضون دفع المزيد من الاشتراكات الشهرية وستنضب أيضاً ميزانيات إعلانات الشركات.
انخفضت أسهم شركة كومكاست مالكة بيكوك وباراماونت ووارنر بروذرز ديسكفري بنسبة 40% إلى 50% هذا العام.