واجهت مجموعة من المؤثرين «إنفلونسرز» وصانعي المحتوى الأميركيين في مجال الموضة ردود فعل عنيفة عبر الإنترنت بعد أن زاروا مصنعاً نموذجياً في الصين كجزء من جولة برعاية «شي إن» عملاق التسوق عبر الإنترنت، قبل أن يقوموا بنشر تقييمات جيدة عن الزيارة.
تشتهر علامة ” شي إن” ببيع الملابس العصرية بأسعار منخفضة، وهي إحدى الشركات الصينية التي تدور حولها تساؤلات بشأن مجموعة من القضايا، مثل قدرتها على بيع البضائع بسعر رخيص للغاية ومقدار النفايات البيئية التي تولدها.
في منتصف يونيو حزيران، سافر المؤثرون إلى مدينة قوانغتشو بجنوب الصين لمشاهدة «مركز الابتكار» التابع للشركة، وهو مصنع ضخم يضم قواطع نسيج عالية التقنية وروبوتات ذكية لنقل المواد.
استقبل العاملون الزوار بوجوه باسمة أثناء تجولهم في المصنع، حتى إن بعض الزائرين قاموا بأداء بعض المهام بأنفسهم.
انتقادات حادة لجولة شي إن
انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذه الجولة، بسبب علاقة الشركة المزعومة بانتهاكات حقوق الإنسان والآثار البيئية الضارة.
وقالت شركة صناعة الملابس الصينية، إنها ملتزمة بالشفافية، وإن هذه الرحلة تُعد وسيلة للاستماع إلى التعليقات والملاحظات، بينما تُمكنها من إظهار كيفية عمل «شي إن» من خلال زيارة المؤثرين لمركز الابتكار لديها وتمكينهم من مشاركة رؤاهم الخاصة مع متابعيهم.
وأضافت في بيان، أن مقاطع الفيديو التي نشرها المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي حقيقية.
تتمتع «شي إن» بشعبية كبيرة لدى جيل «زد»، وهي فئة عمرية حددها مركز «بيو» للأبحاث على أنها تبدأ من مواليد عام 1996، وتتسم بالإعلان بكثافة على التطبيقات الحديثة مثل «تيك توك»، وبحرصها على إنشاء علاقات وثيقة مع المؤثرين، والحفاظ على انخفاض الأسعار في مواجهة التضخم المرتفع.
لكن صعودها السريع جاء وسط مخاوف بيئية أوسع، بالإضافة لمخاوف تتعلق بعدم ملاءمة ممارسات العمل في الصين، خاصة في الوقت الذي أثار فيه المشرعون الغربيون إنذارات بشأن الاستخدام المزعوم للعمل القسري في منطقة «شينجيانغ» الصينية.
انتهاكات حقوق الإنسان
قال أعلى مكتب لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن الصين ارتكبت «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان» ضد الأقليات المسلمة «الأويغور» في إقليم «شينجيانغ»، والتي قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
ووصفت الصين مثل هذه الادعاءات، التي تشمل مزاعم العمل القسري في المنطقة، بأنها «أكاذيب مغرضة».
واستشهد تقرير لجنة الكونغرس لشهر أبريل نيسان بتقرير «بلومبيرغ» لعام 2022، الذي زعم أن الملابس التي باعتها «شي إن» في الولايات المتحدة تحتوي على قطن من «شينجيانغ».
حظرت الولايات المتحدة جميع الواردات من المنطقة بسبب مخاوف من استخدام السخرة هناك.
ينص بيان شفافية سلسلة التوريد على موقع «شي إن» الإلكتروني، أن لديها «سياسة واضحة وقوية ضد العبودية الحديثة والعمل الجبري والاتجار بالبشر» وأنها تطالب جميع الموردين والمصنعين بالامتثال «لجميع قوانين العمل والبيئة المعمول بها».
وتقول الشركة أيضاً إنها تراقب بانتظام ممارسات مورديها بحثاً عن أي انتهاكات محتملة، بما في ذلك العمل الجبري والتلوث البيئي واعتبارات السلامة، على الرغم من أن الخبراء والمراقبين طالبوا بمزيد من الشفافية.
(CNN – راميشاه ماروف)