حذَّرت «أمازون» بعض موظفي مكاتبها في الولايات المتحدة من أنها تراقب عن كثب حضورهم الشخصي لمقر العمل، إذ ترسل رسائل بريد إلكتروني إلى أولئك الذين تعتقد أنهم لا يمتثلون لسياسات العودة إلى المكتب.
تسلّط الرسالة الضوء على تصميم «أمازون» على تطبيق قواعدها، وسط رد فعل عنيف رافض لهذه السياسة من قِبَل الموظفين، والتي تتطلب من العمال، العمل من المكتب على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، في محاولة حثيثة من قِبَل الشركات لتقليص العمل عن بُعد.
ثلاثة أيام من المكتب
تُظهر لقطات من البريد الإلكتروني المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، أن «أمازون» أخبرت بعض الموظفين أنهم «لا يلبُّون حالياً توقعاتها للانضمام إلى زملائهم في المكتب، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، على الرغم من جاهزية المبنى الخاص بهم».
وتابع البريد الإلكتروني «نتوقع أن تبدأ في القدوم إلى المكتب ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع الآن».
وأضاف أنه منذ دخول السياسة حيز التنفيذ في مايو أيار، امتثل العديد من موظفي «أمازون»، «ويمكنك أن تشعر بالزيادة في الطاقة والتعاون الذي يحدث بين فرق العمل في الشركة».
وعلى «Blind»، منصة التواصل الاجتماعي حيث يتحدث العمال دون كشف هوياتهم عن أرباب عملهم، حصل استطلاع حول البريد الإلكتروني على آلاف الردود التي تعلن أن رسالة «أمازون» هي مجرد «هراء».
حملة صارمة ورفض عارم
أعرب بعض المستخدمين الذين جرى تحديدهم على أنهم موظفون في «أمازون» على النظام الأساسي، عن غضبهم بشأن البريد الإلكتروني، بينما أيَّد آخرون حملة الشركة الصارمة.
ومع ذلك، زعم موظفو «أمازون» الآخرون أنهم تلقوا البريد الإلكتروني على الرغم من الالتزام بسياسة الشركة، وقال البعض إنهم لم يتلقوا البريد الإلكتروني للشركة على الرغم من عدم الذهاب إلى المكتب مطلقاً.
ورداً على طلب «CNN» للتعليق، قالت عملاقة التجارة الإلكترونية، إنه كان من المفترض أن يتلقى الرسالة الأصلية أولئك الذين نادراً ما استخدموا شارات معرف مكان العمل لدخول مبنى مكاتب «أمازون».
أرسل البريد الإلكتروني إلى الموظفين الذين وضعوا شاراتهم لأقل من ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة خمسة أو أكثر من الأسابيع الثمانية الماضية، وأولئك الذين لم يضعوا شاراتهم ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة ثلاثة أو أكثر من الأسابيع الأربعة الماضية.
أقرَّت «أمازون» أن البعض قد يكون تلقى الإشعار عن طريق الخطأ، وحثت هؤلاء الأفراد على الاتصال بمديريهم لتصحيح الخطأ.
يأتي إعلان «أمازون» للموظفين بأنها تتعقب حضورهم بعد أن نظَّم أكثر من ألف من موظفي الشركة إضراباً في مايو أيار للاحتجاج على سياسة الحضور إلى المكتب.
وصف منظمو الإضراب نهج الشركة بأنه «صارم»، ولا يناسب الجميع.
سياسة العمل عن بُعد
في بداية الجائحة، قاد عمالقة التكنولوجيا الطريق نحو تبنّي سياسات العمل عن بُعد.
الآن، يقود الكثيرون اتجاهاً معاكساً، وأمازون ليست الوحيدة.
في يونيو حزيران، أعلنت «غوغل» عن خطط لفرض جدولها الهجين لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع بشكل أكثر صرامة.
في الشهر نفسه، طلبت «ميتا» أيضاً من موظفيها العمل لمدة ثلاثة أيام من المكتب بدءاً من سبتمبر أيلول، على الرغم من التوقعات السابقة في عام 2020 من قِبل الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بأن ما يصل إلى نصف القُوى العاملة في الشركة يمكن أن يعمل عن بُعد بحلول عام 2025.
هذا الأسبوع، أعلنت «زووم»، الشركة التي أصبح برنامجها لعقد المؤتمرات عبر الفيديو مرادفاً للعمل عن بُعد أثناء الوباء، سياسةَ العودة إلى المكتب التي تتطلب من الموظفين القريبين من العمل «التواجد في الشركة يومين في الأسبوع».
حتى الحكومة الفيدرالية تشجع على عودة الموظفين للعمل من المكاتب.
ومع ذلك، حتى مع توبيخ «أمازون» بعض الموظفين هذا الأسبوع لعدم حضورهم إلى مقرات العمل، أعرب البعض عن عدم اكتراثهم بالتحذير.