كبدت طائرتا (آير فورس وان) الرئاسيتان اللتان يستقلهما الرئيس الأميركي جو بايدن خلال تنقله شركة بوينغ خسائر فادحة، إذ أعلنت شركة الطيران الأميركية يوم الأربعاء، عن خسائر إضافية قدرها 482 مليون دولار، أنفقت على تحديث طائرتين رئاسيتين من طراز (747)، وخسرت بوينغ حتى الآن أكثر من مليار دولار في تصنيع كلتا الطائرتين.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن في مارس آذار عن أن الجيل الجديد من أسطول طائرات الرئاسة سيشهد تعديلات في طلاء الجسم الخارجي للطائرة.
وتبلغ الشركة عن خسائر في تصنيع الطائرتين منذ سنوات، إذ اعترف الرئيس التنفيذي ديف كالهون العام الماضي بأن الشركة لم يكن ينبغي لها أبداً توقيع العقد مع سلاح الطيران الأميركي لإنتاج الطائراتين مقابل 3.9 مليار دولار.
ارتفعت تكاليف الموردين منذ ذلك الحين، وأُجل تاريخ التسليم باستمرار؛ تكبدت بوينغ خسائر بقيمة 1.45 مليار دولار العام الماضي، و318 مليون دولار في عام 2021.
خسائر شركة بوينغ
وقالت الشركة إن الخسارة الأخيرة في البرنامج جاءت نتيجة تغييرات هندسية، وعدم استقرار العمالة، بالإضافة إلى حسم المفاوضات مع أحد مورديها.
في كثير من الأحيان، يمكن تحميل تكاليف عقود الدفاع المرتفعة على دافعي الضرائب الأميركيين، ولكن تحت ضغط من الرئيس آنذاك دونالد ترامب الذي كان يهدد بإلغاء عقد الطائرتين، وافقت بوينغ على عقد بسعر ثابت للطائرتين الجديدتين.
وقال كالهون للمستثمرين، يوم الأربعاء، «في بيئة الأسعار الثابتة، فإن أي عقبات غير مخطط لها يمكن أن تؤدي إلى تكاليف غير قابلة للاسترداد».
وأضاف «في نهاية المطاف، لدينا طائرتان لنبنيهما، لقد تجاوزنا هذه العقبات ونحن ملتزمون بتقديم طائرتين استثنائيتين لعملائنا».
من الناحية الفنية، تعرف الطائرات باسم (في سي 25 بي)، نظراً لأن تسمية (آير فورس وان) الشهيرة مخصصة عندما يكون الرئيس فعلياً على أي طائرة تديرها القوات الجوية الأميركية، وليس عندما تكون على الأرض، ناهيك عن أنها قيد الإنشاء.
إن الخسارة الأخيرة لطائرتَي (آير فورس وان) ليست سوى جزء بسيط من الخسائر التي أبلغت عنها الشركة المصنعة للطائرات المتعثرة، والتي أعلنت عن خسائر في جميع الأرباع باستثناء ربعين منذ أوائل عام 2019.
نتائج أعمال بوينغ
ويبلغ إجمالي خسائر الشركة الآن 25.5 مليار دولار منذ وقف تشغيل طائراتها، طائرة 737 ماكس لمدة 20 شهراً بدءاً من مارس آذار 2019، بعد حادثتي تحطم مميتتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً.
وأعلنت شركة بوينغ يوم الأربعاء عن خسارة تشغيلية أساسية أخرى قدرها 1.1 مليار دولار، أو 3.26 دولار للسهم، وفي حين أن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 65 في المئة عن الخسارة التي أبلغ عنها في الربع نفسه من العام السابق، إلا أنه أسوأ من خسارة السهم البالغة 2.96 دولار.
وكانت الإيرادات أفضل قليلاً من التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 13 في المئة إلى 18.1 مليار دولار، وبينما قلصت الشركة عدد طائرات 737 ماكس التي تتوقع تسليمها هذا العام، فقد أعلنت أنها تزيد عدد طائرات 787 التي تصنعها إلى خمس طائرات شهرياً.