شهدت أسهم العديد من شركات التكنولوجيا الصينية نزيفاً حاداً يوم الجمعة، لتخسر مليارات الدولارات من قيمتها السوقية، مع استمرار الحرب التي تشنها الصين على قطاع الألعاب الإلكترونية، وسجلت شركة (تينسنت) -أكبر شركة لألعاب الفيديو في العالم- الخسارة الأكبر لتفقد نحو 50 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وجاءت الخسارة بعد أن كشفت بكين عن مجموعة جديدة من اللوائح لتقييد الإنفاق على الألعاب الافتراضية عبر الإنترنت كجزء من حملتها التنظيمية الأوسع للسيطرة على القطاع.

انهيار قياسي

انخفض سهم (تينسنت) بنسبة 12.4 في المئة في بورصة هونغ كونغ بعد ظهر الجمعة، متجهاً نحو تسجيل أسوأ أداء يومي له منذ أكتوبر تشرين الأول 2008، إبان ذروة الأزمة المالية العالمية.

وترجح حسابات CNN المستندة إلى إحصائيات سوق الأسهم، أن تخسر تينسنت نحو47 مليار دولار من قيمتها السوقية؛ بسبب هذا الانخفاض الذي طال أسهمها.

كما انخفض سهم (نت إيز) منافس تينتست الأصغر، بنسبة 25 في المئة خلال الجلسة ذاتها، ليتجه نحو أكبر خسارة يومية له منذ إدراجه لأول مرة في يونيو حزيران 2020، ما يهدد بخسارة الشركة نحو 16.4 مليار دولار من قيمتها السوقية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تكثف فيه بكين حملتها على صناعة الألعاب الضخمة عبر الإنترنت، إذ تسعى البلاد لمكافحة ما تعتبره اتجاهاً متزايداً لإدمان الألعاب بين الشباب.

وفي أغسطس آب 2021، حظرت الصين ممارسة الألعاب الإلكترونية خلال أيام الأسبوع للفئة العمرية الأقل من 18 عاماً، مع السماح لهم باللعب لثلاث ساعات يومياً فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأدت هذه الحملة التي بدأتها بكين منذ عام 2020 إلى خسارة الشركات الصينية على مستوى العالم أكثر من تريليون دولار من قيمتها السوقية، بالإضافة للأثر السلبي الذي تركته الحملة على الاقتصاد الصيني.

لكن يبدو أن الصين ستخفف من حملتها ضد قطاع الألعاب لدعم نموها الاقتصادي في وقت يعاني فيه ثاني أكبر اقتصادات العالم من احتمالات التباطؤ.

خسائر تقضي على أحلام تينسنت

تتصدر شركة تينسنت القيمة السوقية لأكبر الشركات الآسيوية، إذ بلغت قيمتها نحو 240.93 مليار دولار في 2021، متفوقة بفارق بسيط على منافستها (علي بابا) في العام ذاته، وفقاً لإحصائيات ستاتيستا.

كانت الشركة قد بدأت عام 2023 بعودة قوية لنمو الإيرادات، لتتعافى من تداعيات الجائحة وآثار تجميد تراخيص الألعاب لأشهر من قبل المنظمين، ما منعها من إطلاق ألعاب جديدة.

وكشفت أكبر شركة ألعاب فيديو في العالم ومطورة موقع التواصل الشهير وي تشات عن زيادة بنسبة 11 في المئة في الإيرادات خلال الربع الأول من 2023، متجاوزة توقعات المحللين، لتبلغ نحو 149.9 مليون يوان، وحققت 149.2 مليون يوان في الربع الثاني، وواصلت حصد الأرباح في الربع الثالث بنحو 154.6 مليون يوان، لكن يبدو أن آمالها باستكمال عام حافل بالإنجازات والأرباح باتت مهدَّدة.

(الدولار= 7.13 يوان)