قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، يوم الاثنين، إن التوترات الجيوسياسية المستمرة وضغوط سلاسل التوريد والتكاليف قد ألقت بظلالها على توقعاتها لهوامش أرباح الشركات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا خلال عامي 2024 و2025.
ومع ذلك تتوقع الوكالة أن يظل إجمالي هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك للشركات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا مستقراً على نطاق واسع حتى عام 2025 عند نحو 20 في المئة.
وأشارت الوكالة قي تقرير لها إلى استمرار العديد من الشركات في إعطاء الأولوية لخفض الديون، الأمر الذي من شأنه المساعدة على تعويض الضغط على هوامش التدفقات النقدية الحرة على المدى المتوسط والحفاظ على مقاييس الرافعة المالية (الاقتراض) دون تغيير على نطاق واسع.
وتُحتسب التدفقات النقدية الحرة بطرح الاستثمارات في الأصول الثابتة والاستثمارات في رأس المال العامل من التدفقات النقدية التشغيلية.
وتتوقع فيتش انخفاض النمو الاقتصادي في منطقة اليورو وبريطانيا بشكل طفيف، ونمو إنفاق المستهلكين بشكل أبطأ من المتوقع في منطقة اليورو.
زيادة تكاليف الشحن منذ أكتوبر 2023
ووفقاً لتقرير فيتش، فقد تعرضت سلاسل التوريد التي تعتمد على عمليات التسليم من آسيا لضغوط متزايدة منذ أكتوبر تشرين الأول 2023، في أعقاب الهجمات المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما تسبب في إطالة أوقات الرحلات وزيادة أسعار الشحن، وقد تفاقم هذا الوضع بسبب الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الزلزال الذي ضرب تايوان وانهيار جسر بالتيمور في الولايات المتحدة.
وقالت الوكالة «خفضنا توقعاتنا الإجمالية لهامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك للشركات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بنحو 1.1 نقطة مئوية في عام 2024 وبنسبة 0.8 نقطة مئوية في عام 2025 مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر أيلول 2023».
وتتوقع الوكالة أن ينخفض إجمالي هامش التدفقات النقدية الحرة بنحو 1.8 نقطة مئوية خلال العام الجاري، ومع ذلك ترجح فيتش أن تعيد العديد من الشركات موازنة نفقاتها الرأسمالية وخطط توزيع الأرباح على المدى المتوسط، وقلّصت هامش التدفقات النقدية الحرة لعام 2025 بمقدار 0.3 نقطة مئوية.
شركات النفط والغاز
وتظل التوقعات المجمعة للمنطقة متأثرة بشدة بالوزن غير المتناسب لشركات النفط والغاز وغيرها من شركات الموارد الطبيعية، كما يتوقع التقرير تراجع أسعار السلع الأساسية عن مستوياتها الحالية، خاصة بالنسبة للمواد الهيدروكربونية، في عام 2025.
وخفضت فيتش توقعاتها لهامش الربح الإجمالي قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، التي تستثني قطاع النفط والغاز، بمقدار 0.1 نقطة مئوية فقط خلال عامي 2024 و2025.
ويتوقع التقرير أن تستفيد شركات الطيران والدفاع الأوروبية على المديين القصير والمتوسط من زيادة الطلبيات الحكومية بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط المتزايدة لتحقيق أهداف الإنفاق الخاصة بحلف شمال الأطلسي، ما سيساعد القطاع على تحسين هوامش الربح.
وقالت فيتش إن التخفيضات الكبيرة في توقعات هوامش أرباح قطاع التكنولوجيا مدفوعة في المقام الأول بطرح شبكة الجيل الخامس بشكل أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة، الأمر الذي ألقى بظلاله على شركات تصنيع المعدات الأوروبية، بما في ذلك نوكيا وإريكسون.