بعد أكثر من عام على تعهد شركة شي إن بتقليص ساعات العمل المفرطة في سلاسل التوريد الخاصة بها، لا تزال شركة الأزياء السريعة الصينية تواجه مشكلة حتى الآن، إذ كشف تحقيق أجرته منظمة «بابليك أي» السويسرية لحقوق الإنسان، التي كانت أول من أبرز هذه الانتهاكات في عام 2021، أن العمال في بعض المصانع التي تورد لشركة شي إن لا يزالون يعملون 75 ساعة في الأسبوع.

وقالت «بابليك أي» إن عدد ساعات العمل البالغة 75 ساعة في الأسبوع، التي تم الكشف عنها قبل عامين، لا تزال شائعة في شي إن.

وأشارت بابليك أي في تقريرها إلى أن شي إن لا تكشف عن هوية مورديها، لكن المنظمة أكدت أن المصانع التي شملها التحقيق هي بالفعل موردون للشركة الصينية، وذلك بناءً على ردود الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات ووجود منتجات شي إن في هذه المصانع.

أجور العمالة في شي إن

زعمت المنظمة السويسرية أيضاً أن أجور العمال لم تتغير تقريباً منذ تقريرها الصادر عام 2021، حيث تتراوح بين 6 آلاف و10 آلاف يوان شهرياً (829 دولاراً و1382دولاراً)، وبعد استبعاد أجر العمل الإضافي تنخفض الأجور إلى نحو 2400 يوان (332 دولاراً) شهرياً، وهذا أقل بكثير من 6512 يواناً (900 دولار) التي تقول بابليك أي إنه الحد الأدنى للكفاف في الصين، نقلاً عن حسابات منظمة “تحالف الحد الأدنى للأجور في آسيا”.

ونقلت المنظمة عن أحد العمال قوله «أعمل كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً حتى العاشرة والنصف مساءً، وأحصل على يوم إجازة كل شهر، لا أستطيع الحصول على مزيد من الإجازات لأن ذلك يكلف الكثير».

تأسست شي إن عام 2008، وهي شركة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت، تبيع ملابسها بأسعار مخفضة في جميع أنحاء العالم.

وفي بيان لشبكة CNN، قالت الشركة إنها «لا تعترف بالعديد من الادعاءات الواردة في تقرير بابليك أي».

وأضافت «يستند التقرير على عينة مكونة من 13 شخصاً تمت مقابلتهم، وعلى الرغم من أهمية جميع الأصوات في سلسلة التوريد الخاصة بنا، فإن حجم العينة الصغير هذا يجب أن يُنظر إليه في سياق عمليتنا الشاملة والمستمرة لتحسين سلسلة التوريد باستمرار، والتي تتضمن التفاعل مع الآلاف من الموردين والعمال داخل سلسلة التوريد».

سوء استغلال العمالة

وفي ديسمبر كانون الأول 2022، أعلنت شي إن عن خطط لاستثمار 15 مليون دولار لتحديث مئات المصانع التابعة لمورديها، جاء هذا الإعلان في أعقاب فيلم وثائقي بثته القناة الرابعة البريطانية، كشف عن ادعاءات باستغلال العمالة في مصنعين من موردي شي إن في الصين، حيث زُعم أن موظفي المصنع يعملون 18 ساعة في اليوم ويتقاضون أجراً زهيداً عن كل قطعة.

وأكدت الشركة يوم الاثنين أنها تواصل ضخ استثمارات كبيرة لتعزيز الحوكمة والامتثال بين مورديها.

وقالت شي إن في بيانها «هذه الجهود تحقق بالفعل نتائج إيجابية، حيث تُظهر عمليات التدقيق المنتظمة لموردينا تحسناً مستمراً في الأداء والامتثال من جانب شركائنا الموردين».

وصرح متحدث باسم شركة شي إن لشبكة CNN، أن الشركة تشترط على مورديها تحديد ساعات العمل بحد أقصى 60 ساعة في الأسبوع، بما في ذلك العمل الإضافي، ومنح العمال يوم عطلة واحداً على الأقل في الأسبوع، كما يحق للموظفين أيضاً رفض العمل الإضافي.

وأضاف المتحدث أن عمليات التدقيق التي أجرتها جهات خارجية بين أبريل نيسان 2022 ويونيو حزيران 2023، أظهرت أن العمال لدى مورديها يتقاضون رواتب أساسية تزيد في المتوسط على ضعف الحد الأدنى للأجور المحلية، و«أعلى بكثير» من الحد الأدنى للأجور المعيشية في شنتشن، على بعد نحو 81 ميلاً جنوب قوانغتشو.

ولاحظ محققو المنظمة السويسرية لحقوق الإنسان أيضاً وجود شباب، تتراوح أعمارهم بين 14 أو 15 عاماً، يقومون بمهام بسيطة، مثل التعبئة والتغليف، في بعض المصانع.

وقال المتحدث باسم شي إن «نحن لا نتسامح مطلقاً مع عمل الأطفال، إننا نتعامل مع أي انتهاكات بأقصى درجات الحزم»، مضيفاً أن «أي انتهاكات من هذا القبيل يتم اكتشافها ستؤدي إلى الإنهاء الفوري للعلاقة التجارية مع المورد».