تخطط شركة إنفيديا لبيع رقائق الذكاء الاصطناعي بقيمة 12 مليار دولار في الصين هذا العام على الرغم من ضوابط التصدير الأمريكية التي خنقت أعمالها في واحدة من أكبر أسواق أشباه الموصلات في العالم، وذلك بحسب فايننشال تايمز اليوم الخميس.
وستقوم مجموعة وادي السيليكون التي تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار بتسليم أكثر من مليون من رقائق H20 الجديدة خلال الأشهر المقبلة، والتي تم تصميمها لتقع خارج القيود الأمريكية على بيع معالجات الذكاء الاصطناعي للعملاء الصينيين، وفقاً لتوقعات المحللين.
وبحسب فايننشال تايمز ويعادل هذا الرقم ضعف ما تتوقع هواوي بيعه من منتجها المنافس الصيني الصنع، Ascend 910B، وفقاً لتقديرات شركة SemiAnalysis، وهي شركة استشارية في مجال الرقائق.
إن شركة إنفيديا هي أحدث شركة في وادي السيليكون تجد نفسها متورطة في التوترات بين واشنطن وبكين؛ تريد إدارة بايدن وقف تدفق أقوى الرقائق في العالم إلى الصين خوفاً من أن تستخدمها بكين لإنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر قوة ذات تطبيقات عسكرية.
وقد أثر النقص الناتج في شرائح الذكاء الاصطناعي على قدرة مجموعات التكنولوجيا الصينية مثل بايت دانس وتينسنت وعلي بابا على المنافسة مع شركات OpenAI الأمريكية ومايكروسوفت وميتا وغوغل في تقنية تعيد تشكيل الصناعة.
وتتراوح تكلفة كل شريحة H20 بين 12 ألف دولار و13 ألف دولار، وهو ما يشير إلى أن إنفيديا من المرجح أن تحقق مبيعات تزيد على 12 مليار دولار، وهذا يزيد على إيرادات 10.3 مليار دولار التي حققتها من أعمالها بالكامل في الصين -بما في ذلك بيع شرائح الرسوميات للاعبي الكمبيوتر الشخصي ومنتجات أخرى- في السنة المالية المنتهية في يناير كانون الثاني 2024.
ورفضت شركة إنفيديا التعليق على التوقعات، كما لم تستجب شركة هواوي لطلب التعليق.
منذ أن فرضت إدارة بايدن لأول مرة قيوداً على قدرة Nvidia على بيع أقوى شرائح الذكاء الاصطناعي في الصين في عام 2022، حذّرت الشركة الأميركية من أن أعمالها ستعاني مع تحول مزودي الحوسبة السحابية وشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هناك إلى بدائل محلية مثل هواوي.
وفي مايو أيار الماضي، قال جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا «أعمالنا في الصين أقل كثيراً من مستويات الماضي، كما أصبحت المنافسة في الصين أكثر حدة الآن بسبب القيود المفروضة على تكنولوجيتنا… ومع ذلك، فإننا نواصل بذل قصارى جهدنا لخدمة العملاء في الأسواق هناك».
وقالت كوليت كريس، مديرة الشؤون المالية في إنفيديا، في المكالمة نفسها إن الإيرادات من قطاع مراكز البيانات -الذي يشمل شرائح الذكاء الاصطناعي- في الصين في الربع الأخير «انخفضت بشكل كبير عن المستوى الذي سبق فرض قيود الرقابة على الصادرات الجديدة في أكتوبر».
وحتى عام 2021، قبل أن تبدأ الولايات المتحدة فرض ضوابط التصدير، كانت الصين تمثل أكثر من ربع إجمالي إيرادات إنفيديا، وحتى إذا حققت شريحة H20 مبيعات جيدة كما يتوقع المحللون، فقد تقترب حصة الصين من 10% من المبيعات هذا العام، لكن هذا يعكس أيضاً النمو الهائل الذي تشهده إنفيديا من شركات التكنولوجيا الأمريكية مع بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكبر حجماً على الإطلاق.
على الرغم من أن مبيعات إنفيديا في الصين كانت أقل قبيل إطلاق H20 الجديد هذا الربيع، يقول المحللون في كل من مورغان ستانلي وSemiAnalysis إن الشريحة يتم شحنها الآن بكميات كبيرة وتثبت شعبيتها لدى العملاء الصينيين، على الرغم من أدائها المنخفض مقارنة بالشرائح التي تستطيع إنفيديا بيعها في الولايات المتحدة.
وفي مذكرة بحثية إلى العملاء هذا الأسبوع، كتبت مورغان ستانلي «أفاد المشترون بردود فعل إيجابية بشأن القدرة التنافسية المحتملة لمجموعات المياه»، مشيرة إلى «الطلب القوي من الصين».
وقال ديلان باتيل من شركة SemiAnalysis إنه في حين كانت قدرات H20 «على الورق» أقل من قدرات Huawei 910B، فإنه في الممارسة العملية كانت شريحة Nvidia «متقدمة قليلاً»، وذلك بفضل أداء الذاكرة المتفوق.
وقدر أن هواوي ستبيع نحو 550 ألف شريحة 910B خلال الفترة نفسها، إذ تكافح الشركة التي يقع مقرها في شنتشن وشركاؤها في التصنيع لإنتاج المعالجات المعقدة بأحجام كافية لتلبية الطلب.
كما قامت أغلب شركات الذكاء الاصطناعي الصينية ببناء نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على نظام إنفيديا البيئي وبرامجها.
والتحول إلى البنية الأساسية لشركة هواوي سوف يستغرق وقتاً طويلاً وسوف يكون مكلفاً.
فرضت إدارة بايدن قيوداً على قدرة إنفيديا على بيع أقوى شرائحها، بما في ذلك A100 وH100، إلى الصين في أكتوبر 2022، كما شددت تلك الضوابط في أواخر العام الماضي لاستبعاد شرائح إنفيديا الأحدث أيضاً.
وبحلول نوفمبر، بدأت إنفيديا تسويق مجموعة جديدة من الشرائح المخصصة للصين، والتي تعد H20 الأقوى بينها.
ومثلت الصين نحو 9% من إجمالي إيرادات إنفيديا في الربع الأخير المنتهي في أبريل نيسان، بما في ذلك الرقائق المخصصة للاعبي الكمبيوتر الشخصي ومراكز البيانات والعملاء الآخرين، بانخفاض عن 22% في الفترة نفسها من العام الماضي.
ومع ذلك، ارتفعت الإيرادات الإجمالية من الصين، بما في ذلك هونغ كونغ، خلال تلك الفترة، إذ نمت بأكثر من 50% على أساس سنوي إلى 2.5 مليار دولار.