وافقت العملاقة باراماونت غلوبال، إحدى أشهر استوديوهات الأفلام في هوليوود والشركة الأم لشبكة سي بي إم، على الاندماج مع شركة سكايدانس ميديا التابعة لسليل التكنولوجيا ديفيد إليسون، ما أنهى سنوات من التكهنات حول مصير الشركة.
ستشهد الصفقة المعقدة شراء سكايدانس -أولاً- شركةَ ناشيونال أميوزمينت، ثم دمجها مع باراماونت، على أن تدفع للأخيرة 4.5 مليار دولار نقداً أو أسهماً للمساهمين، مع توفر 1.5 مليار دولار إضافية للميزانية العمومية للشركة.
وتمثل هذه الصفقة نهاية حقبة لشاري ريدستون، التي حول والدها الراحل، سومنر ريدستون، سلسلة دور السينما العائلية إلى إمبراطورية إعلامية شملت شركة باراماونت بيكتشرز، وشبكة البث سي بي إس وشبكات تلفزيون الكابل كوميدي سنترال، ونيكلوديون وإن تي في.
وقالت ريدستون في بيان «نظراً للتغيرات في الصناعة، نريد تحصين باراماونت للمستقبل مع ضمان بقائها، أملنا هو أن تؤدي صفقة سكايدانس إلى تمكين نجاح باراماونت المستمر في هذه البيئة سريعة التغير».
وفي الأشهر الأخيرة، مع ارتفاع حدة عروض الاستحواذ على شركة باراماونت مرة أخرى، عرضت شركة سوني بيكتشرز وشركة الأسهم الخاصة أبولو غلوبال مانغمنت صفقة بقيمة 26 مليار دولار كانت من شأنها أن تجعل سوني المساهم الأكبر وأبولو مساهم الأقلية، لكن الصفقة كانت ستؤدي إلى تفكك شركة باراماونت، وهو الاحتمال الذي رفضته ريدستون بسبب ارتباطها القوي بالشركة التي أمضى والدها عقوداً في بنائها.
وتتوج صفقة سكايدانس وباراماونت ملحمة مضطربة وطويلة بدأت في ديسمبر كانون الأول 2023، مع دخول الشركتين في مفاوضات في أبريل نيسان من هذا العام، ما أدى إلى الإطاحة بالرئيس التنفيذي لشركة باراماونت، بوب باكيش.
في هذه الأثناء، كانت الشركة تدار من قبل ثلاثي من القادة وهم؛ بريان روبينز، الرئيس التنفيذي لشركة باراماونت بيكتشرز؛ كريس مكارثي، الرئيس التنفيذي لشوتايم واستوديوهات إم تي في إنترتينمنت؛ وجورج تشيكس، الرئيس التنفيذي لشبكة سي بي إس.
بداية انهيار باراماونت
في محاولة لتجنب انخفاض إيرادات الكابلات، أنفقت شركة باراماونت المليارات لبناء خدمة البث الخاصة بها، باراماونت بلس، لكن الوقت كان متأخراً في اللعبة، ومثل منصات البث المنافسة التي أنشأتها شركات الإعلام القديمة الأخرى، كافحت الخدمة لكسب ما يكفي.
كما انخفض تقييم الشركة الشهيرة وسط الاضطرابات، إذ انخفضت أسهم باراماونت بأكثر من 75 في المئة في السنوات الخمس الماضية، وفي اجتماع عقدته الشركة الشهر الماضي، أقر بريان روبينز بأنها كانت فترة مضطربة مع تزايد الأسئلة حول مستقبل المجموعة.
وقال روبينز «نود أن نتوقف لحظة للاعتراف بالتحديات التي تواجهها جميع تكهنات الاندماج والاستحواذ المحيطة بشركتنا.. نحن نعلم مدى صعوبة الفترة التي مرت بها»، ورغم أننا لا نستطيع القول بأن الضجيج سيختفي، فإننا هنا اليوم لوضع خطة للمضي قدماً يمكن أن تؤهلنا للنجاح بغض النظر عن المسار الذي تختاره الشركة.
(جون باسانتينو وليام رايلي، CNN).