يواجه نادي برشلونة الإسباني أزمة مالية كبيرة، كان يأمل مجلس الإدارة في حلها خلال الموسم الحالي 2023-2024، لكن يبدو أن الأزمة تتفاقم، حيث أقيل المدرب تشافي هيرنانديزبسبب الصعوبات المالية وتم تعيين هانسي فليك بدلاً منه.

ووضع مجلس إدارة النادي الإسباني خطة من أجل زيادة إيرادات النادي، لكن هذا لم يحدث خلال الموسم الحالي بسبب عدم فوزه بأي بطولة، حتى خرجت حملة من الجماهير بالتبرع للنادي للتعاقد مع اللاعب الشاب نيكو ويليامز، بعد أدائه الممتاز في بطولة أمم أوروبا 2024 مع المنتخب الإسباني.

وبدأت مبادرة التبرع للنادي على حساب نادي برشلونة على تطبيق تيك توك، في مقطع فيديو أعلن فيه لامين يامال أنه سيرتدي الرقم 19 في الموسم القادم، وهو الرقم نفسه الذي كان يرتديه النجم الأرجنتيني ميسي، لتتدفق التعليقات من مشجعي النادي للمساعدة في دفع ثمن جذب ويليامز ليلعب بجوار يامال مثلما يفعل في المنتخب الإسباني.

ويمكن للمستخدمين على تيك توك تقديم تبرعات مالية لمنشئي المحتوى في شكل مكافآت.

كيف بدأت الأزمة المالية في برشلونة؟

بدأت الحالة المالية لبرشلونة بالتدهور في موسم 2014-2015 عندما قام الفريق بشراء العديد من اللاعبين باهظي الثمن، ما أدى إلى تضخم الديون وسوء إدارة الأموال من قبل مجلس الإدارة، بالإضافة إلى تأثير جائحة كورونا على عوائد النادي التي جعلت أزمة النادي المالية أسوأ.

وصرح المستشار المالي السابق لبرشلونة، مارك سيريا، بأن ديون برشلونة تصل إلى 3 مليارات يورو، مشيراً إلى أن الفوائد على الديون والتزامات سداد الديون قصيرة الأجل تشكل عبئاً ثقيلاً على مالية برشلونة للموسم المقبل.

ويتزايد عبء برشلونة، حيث يتعين عليهم إنفاق 1.5 مليار يورو لتجديد ملعب كامب نو، ولم يقتصر الأمر على تكلفة التجديد التي أصبحت عبئاً، ولكن انخفاض مبيعات التذاكر بسبب الاختلاف في سعة الملعب الذي أدى أيضاً إلى تآكل إيرادات برشلونة بمقدار النصف تقريباً.

وقبل التجديد، كان ملعب كامب نو يسع 99 ألف متفرج، أما حالياً، فيلعب نادي برشلونة في ملعب شركة لويس الأولمبي الذي يتسع 55 ألف متفرج، ونتيجة لذلك انخفضت إيرادات تذاكر برشلونة بشكل ملحوظ.

وقال جاومي روريس، رجل الأعمال الكاتالوني من إسبانيا والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة الوسائط المتعددة الإسبانية ميديابرو، إن الإدارة المالية السيئة من قبل مجلس الإدارة أدت إلى تفاقم الأزمة المالية، وظهر ذلك بوضوح عندما باع برشلونة نيمار مقابل 222 مليون يورو في عام 2017، بينما لم يحقق البارسا ربحاً سوى 32 مليون يورو في العام نفسه، وكانت ديون برشلونة مرتفعة جداً في ذلك الوقت.

وعندما تولى خوان لابورتا منصب رئيس برشلونة للمرة الثانية في عام 2021، حصل على قرض بقيمة 600 مليون يورو من بنك غولدمان ساكس لتغطية الديون قصيرة الأجل، وباع لابورتا أيضاً حصة قدرها 25 بالمئة في حقوق البث التلفزيوني للدوري الإسباني وحصة 49 بالمئة في استوديوهات برشلونة في عام 2022.

وفي العام نفسه 2022، ضخ بيع الأسهم أموالاً بقيمة 808 ملايين يورو لجلب العديد من اللاعبين النجوم، مثل روبرت ليفاندوفسكي، ورافينيا، وجولز كوندي، بقيمة إجمالية تبلغ 150 مليون يورو، أملاً في أن يساعد قدوم هؤلاء اللاعبين في الفوز بالبطولات وزيادة الإيرادات، ولكن بدلاً من حل المشكلة، خلقت خطوة لابورتا مشكلات جديدة، ولم تنخفض الديون والأعباء المالية، بينما تضاءلت أصول برشلونة وتقلصت أيضاً قدرته على توليد الدخل لأن بعض أسهمه قد تم بيعها بالفعل.

وعلى سبيل المثال، عندما يتم بيع 25% من أسهم حقوق البث التلفزيوني، يخسر برشلونة إيرادات محتملة قدرها 40 مليون يورو.

هل ينهار الوضع المالي لنادي برشلونة؟

تؤثر الأزمة المالية في برشلونة بشكل مباشر على قدرتهم على دفع رواتب اللاعبين وشراء اللاعبين النجوم وفقاً لاحتياجات الفريق، ليس فقط أنهم غير قادرين على شراء لاعبين جدد، بل سيواجه برشلونة أيضاً صعوبة في دفع رواتب بعض لاعبيه وفقاً للاتفاقيات السابقة.

وتتطلب قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني من الأندية حساب الدخل ناقص النفقات غير الرياضية ومدفوعات الديون، ولا يمكن استخدام نتائج التخفيضين إلا لدفع الرواتب والإطفاء.

وبالنسبة لبرشلونة، يجب معالجة الإنفاق الزائد على الرواتب وإطفاء الدين بعناية وإلا سيتم فرض عقوبات عليهم، وبالتالي فهو يحتاج إلى خفض النفقات وهذا ما يؤدي إلى تخفيض رواتب اللاعبين؛ بل إن النادي بحاجة إلى بيع بعض اللاعبين لزيادة الدخل وتقليل تكاليف الاستهلاك، حتى لا يصل النادي إلى مرحلة الانهيار.

وقال الصحفي المتخصص في تغطية أخبار برشلونة روبين بيرنر، إن رئيس النادي خوان لابورتا قال له إن مجلس الإدارة رفض عرضاً بربع مليار يورو من باريس سان جيرمان للتعاقد مع اللاعب الشاب لامين يامال.

رئيس برشلونة متفائل بحل الأزمة المالية

من جانبه كشف رئيس برشلونة خوان لابورتا، عن تطورات الوضع المالي للنادي، خلال المؤتمر الصحفي الأول للمدرب الجديد هانسي فليك، وجدد رئيس برشلونة التأكيد على ثقته في أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها في مكاتب برشلونة.

وأضاف «القضية الاقتصادية أفضل بكثير مما كانت عليه، كانت العملية هي إنقاذ النادي ثم استعادته، ونحن على الطريق إلى الحياة الطبيعية، اليوم يمكننا أن نواجه تعاقدات بهذا الحجم الذي تتحدث عنه لأننا قمنا بالمهمة، وبفضل تفهم الشركاء وصبرهم، تمكنا من العمل ويمكننا القول إننا في وضع يسمح لنا بمواجهة أي عملية نعتقد أنه ينبغي علينا القيام بها».

وتابع «نعمل على تحسين الوضع المالي، وسنعلن قريباً عن الأخبار الاقتصادية التي نعتقد أنها ذات صلة بهذا الوضع الذي وصلنا إليه بالعمل والجهد، لدينا سلسلة من المستثمرين الذين تم تنظيمهم وسيتم الوفاء بالاستثمارات وسيتم الحفاظ على تقييم هذه الشركة واتباع معايير الدوري الإسباني لتكون مع العلاقة الفردية.

وأضاف «نتفاوض مع شركة نايكي لتحسين موقف برشلونة، ونحن راضون عن الطريقة التي تسير بها هذه المفاوضات، أعتقد أنه سيكون لدينا أخبار على المدى المتوسط، ما لن نفعله هو القيام بعمليات تزعزع استقرار البنية الرياضية لدينا، سنكون صارمين للغاية».