وافقت 26 شركة في وول ستريت على دفع 393 مليون دولار إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة لتسوية الجولة الأخيرة من التهم المتعلقة بإرسال الموظفين للرسائل النصية على منصات مثل واتساب حول مسائل العمل.
وأعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية يوم الأربعاء أن شركات «أمربرايز فاينانشال» و«إدوارد جونز» و«إل بي إل فاينانشال» و«ريموند جيمز» من بين المجموعات المالية التي توصلت إلى تسوية مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، إذ ستدفع كل منها 50 مليون دولار كغرامات، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز.
وقالت الهيئة إن الغرامات تتراوح بين 50 مليون دولار للشركة و400 ألف دولار، مشيرة إلى أن المجموعات التي أبلغت عن انتهاكاتها ستدفع غرامات «أقل بكثير» مما كانت ستدفعه بخلاف ذلك، وتؤكد الغرامات مدى توسع تحقيق الهيئة من هدفها الأولي المتمثل في البنوك الاستثمارية الكبرى إلى وسطاء البورصة ومستشاري الاستثمار.
من ناحية أخرى، احتج المدافعون عن الصناعة على المعايير المتوسعة للتحقيق، قائلين إن هيئة الأوراق المالية والبورصات تجاوزت حدودها لأن قواعد حفظ السجلات تختلف قليلاً بالنسبة لمديري الأموال.
وقال جوربير جريوال، الذي يرأس قسم إنفاذ القانون في هيئة الأوراق المالية والبورصات «نحن لا نزال ملتزمين بضمان الامتثال لمتطلبات الكتب والسجلات لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية، والتي تُعدّ ضرورية لحماية المستثمرين والأسواق العاملة بشكل جيد».
وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات إن الغرامات الأخرى تشمل 45 مليون دولار لشركة «آر بي سي كابيتال ماركتس»، و40 مليون دولار لشركة «بي إن واي ميلون سيكيوريتيز» و«بيرشينغ»، و30 مليون دولار لشركة «تي دي سيكيوريتيز» وشركتين تابعتين لها.
وتقول أوامر الهيئة التنظيمية مراراً وتكراراً إن المحققين وجدوا «اتصالات واسعة النطاق خارج القناة على مستويات مختلفة من الأقدمية» للمجموعات التي وافقت على التسويات.
وفي حالة بايبر ساندلر، التي وافقت على دفع غرامة قدرها 14 مليون دولار إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، أرسل رئيس قسم «رسائل عديدة» عام 2021 إلى ما لا يقل عن 20 زميلاً وما لا يقل عن تسعة «اتصالات خارجية في صناعة الأوراق المالية» تتعلق بمسائل أعمال الوساطة، حسب ما ذكرت لجنة الأوراق المالية والبورصات.
وأشارت هيئة الأوراق المالية والبورصات إلى أن وسطاء البورصة والمستشارين ملزمون بالحفاظ على بعض الاتصالات بين الموظفين فيما يتصل بأمور العمل لضمان الامتثال لقوانين الأوراق المالية، وخاصة تدابير مكافحة الاحتيال ومعايير المسؤولية المالية.
وقالت الهيئة التنظيمية إن هذه القواعد ضرورية لحماية المستثمرين، وإن عدم الامتثال من شأنه أن يقوّض التحقيقات.
تعكس التسويات والغرامات أحدث تداعيات التحقيق الواسع الذي أجرته هيئة الأوراق المالية والبورصات على مستوى الصناعة منذ موافقة «جي بي مورغان تشيس» على دفع مئتي مليون دولار إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع في أواخر عام 2021، كما فرضت هيئة الأوراق المالية والبورصات ما يقرب من ملياري دولار كعقوبات مالية على عشرات الشركات من خلال تحقيقات حفظ السجلات منذ أواخر عام 2021.
وقال معهد شركات الاستثمار، الذي يمثل مصالح مديري الأصول في الولايات المتحدة، في رسالة سابقة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات «نحن قلقون بشدة من أن لجنة الأوراق المالية والبورصات تحاول تجاوز سلطتها بموجب قانون المستشارين والانخراط في وضع القواعد من خلال إنفاذها من خلال حملتها الحالية في ما يتعلق بالاتصالات خارج القنوات».