أعلنت شركة ديزني مؤخراً، أمام 12 ألفاً من أشد معجبيها ولاءً، عن إنشاء مجموعة ضخمة من المشاريع الخاصة بالمتنزهات وإطلاق رحلات بحرية جديدة.

وعدت ديزني ضيوفها بفرصة خوض معركة في واكاندا أو تجربة المغامرة في أرض مشؤومة مليئة بالأشرار، وهذا بعد ضخ استثمارات بقيمة 60 مليار دولار على مدار العقد المقبل.

هذا الاستثمار سيتم تحميله بالتأكيد لاحقاً من محافظ الزوار، وهناك تخوفات من أن يسهم ارتفاع أسعار ديزني، إلى جانب أزمة التضخم العالمية، في جعل العديد من الأسر أقل قُدرة على تحمل تكاليف الرحلات لمشاهدة الألعاب التكنولوجية والانغماس في الخيال، الذي يعد به «أسعد مكان على وجه الأرض»، ولكن من الواضح أن المعجبين سيذهبون إلى متنزهات ديزني الترفيهية لتجربة تلك العروض الجديدة، حتى مع ارتفاع التكلفة.

في استطلاع رأي أجرته شركة رايموند جيمس لعدد من معجبي ديزني المتحمسين ووكلاء السفر وأصحاب الأعمال في منطقة أورلاندو، وجدوا أنه ليس من الأخبار الجديدة أن تصبح رحلة ديزني باهظة الثمن، وأن معدل تزايد الأسعار على مدى السنوات الخمس الماضية كان مزعجاً للعديد من العملاء.

وحذرت شركة ديزني بالفعل، في تقرير أرباحها الصادر في السابع من أغسطس، من انخفاض أعداد الزوار في المتنزهات المحلية عن التوقعات، حيث أصبح الزوار أكثر حساسية للأسعار، ونتج عن ذلك انخفاض أرباح المتنزهات الأميركية خلال الربع الأخير (أبريل- يوليو).

وقال المدير المالي لشركة ديزني، هيو جونستون، في مكالمة أرباح الشركة، إنه قد يستمر هذا التراجع بضعة أرباع من النتائج المماثلة، بينما قال جوش دامارو، رئيس مجلس إدارة والت ديزني باركس آند ريزورتس، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، إن الشركة ستواصل تقديم مجموعة من الأسعار والخيارات للحفاظ على «تدفق عملائها عبر البوابات».

ورداً على الانتقادات بشأن التكاليف المرتفعة، روجت ديزني باستمرار لخيارات التذاكر ذات الأسعار المنخفضة وعروض «موسم القيمة» في فنادق المنتجع للسماح للعائلات بالزيارة، حتى لو كانت ميزانيتهم ​​محدودة.

ولا تعد ديزني الشركة الوحيدة التي تعاني من انخفاض إنفاق العملاء، فقد بدأ الطلب على صناعة السفر في التراجع مع نهاية ظاهرة «السفر الانتقامي» بعد رفع القيود المفروضة بسبب الوباء.

التذاكر في متناول مَن؟

الاستثمارات الضخمة لا تعني بالضرورة أن ديزني سترفع أسعار التذاكر على الفور، كما قال توم بريكر المؤسس المشارك لموقع DisneyTouristBlog.com، لأن عام 2025 سيشهد افتتاح متنزه إيبك يونيفرس التابع لشركة يونيفرسال، لذا تُثار التخوفات من التأثير السلبي على أعداد زوار ديزني، «الأمر لن يكون كارثياً، نعم ستجذب إيبك يونيفرس زواراً جدداً، وهؤلاء سيزورون ديزني أيضاً»، لذلك يتوقع بريكر أن ديزني ستقدم عروضاً وخصومات جديدة في العام المقبل للإبقاء على زوارها.

هذا في ما يخص الأعوام المُقبلة، ولكن إذا ما تمت مقارنة أسعار تذاكر ديزني بالسنوات الماضية سنرى أن الزيادات فاقت معدلات التضخم.

في عام 1955، بعد فترة وجيزة من افتتاح ديزني لاند في كاليفورنيا، كان بإمكان الضيوف شراء تذكرة الدخول بالإضافة إلى 10 ألعاب بسعر 2.5 دولار، ما يوازي بأسعار اليوم (بعد حساب معدلات التضخم) نحو 28.74 دولار، وعندما افتُتحت ديزني وورلد في فلوريدا عام 1971 كان سعر التذكرة، بالإضافة إلى كتاب تذاكر لسبع ألعاب، 8 دولارات إجمالاً، ما يوازي بأسعار اليوم 61.66 دولار.

اليوم أرخص تذكرة ليوم واحد في ديزني لاند في كاليفورنيا أو والت ديزني وورلد في فلوريدا خلال موسم «القيمة» هي 104 دولارات و116.09 دولار على التوالي.

ما يُظهر أن أسعار التذاكر تضاعفت بمعدلات أعلى بكثير من معدلات التضخم الرسمية.

ولكن ينبغي ألا نغفل أن أسعار الدخول عند افتتاح المتنزهات كانت لدخول متنزه واحد فقط، مع عدد أقل بكثير من عوامل الجذب مقارنة بما يختبره ضيف ديزني اليوم.

اليوم يضم منتجع ديزني لاند متنزهَين بهما أكثر من 65 لعبة ومزاراً، أما ديزني وورلد فيضم أربعة متنزهات ترفيهية وحديقتين مائيتين بهما أكثر من 150 لعبة ومزاراً.

وقد زادت أسعار عروض مواسم «القيمة» بنسبة أقل من 1 في المئة سنوياً في السنوات العشر الماضية، كما لاحظ دون مونسيل، الذي يدير موقع MouseSavers، وهو موقع سفر يحتفظ بسجلات تاريخية لأسعار ديزني.

ولكن الموقع نفسه يشير إلى أن أغلى تذكرة ليوم واحد خلال موسم الذروة في ديزني لاند في كاليفورنيا بلغ سعرها 194 دولاراً، بزيادة 7 في المئة سنوياً لمدة عشر سنوات، كما زاد سعر التذكرة المماثلة لموسم الذروة في ديزني وورلد في فلوريدا بمعدل 6.4 في المئة سنوياً خلال الفترة نفسها، ليصل إلى 201.29 دولار في 2024.

وبالطبع هذه الزيادات تجاوزت معدلات التضخم خلال الفترة نفسها.

بعيدة عن أقرب منافس

رغم ارتفاع الأسعار، يرى مونسيل أن ديزني تُقدم أرخص خدمة مقارنة بأي منتزه ترفيهي في السوق، حيث تبلغ تذكرة الشخص الواحد في متنزه «يونيفرسال» من 105 إلى 310 دولارات في اليوم، كما تفرض «سيدر بوينت 95» 120 دولاراً للشخص الواحد في اليوم، وتم رفع سعر تذكرة دخول متنزه «بوش جاردنز 60» إلى 150 دولاراً للشخص الواحد في اليوم.

أمر آخر يُبعد ديزني عن أقرب منافسيها، وهي جاذبيتها الشديدة، تقول منشئة المحتوى فيكتوريا ويد «نعم حدائق ديزني باهظة الثمن، ولكن لا يوجد شيء آخر على وجه الأرض مثلها».