واجهت شركة بوينغ كل أنواع الأخبار السيئة في السنوات الست الماضية، ولم تواجه إلا وابلاً من المشكلات، وفي وقت لاحق من هذا الشهر قد تضيف إضراب 32 ألف عامل إلى قائمة مشكلاتها.

من المقرر أن ينتهي العقد بين بوينغ والرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء الجوي في الساعة 11:59 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ في 12 سبتمبر أيلول.

وبدون عقد جديد، من المقرر أن يبدأ العمال الذين يصنعون طائراتها في ولاية واشنطن أول إضراب في الشركة منذ 16 عاماً.. وفي الوقت الحالي، لا تبدو فرص التوصل إلى اتفاق جيدة، وفقاً لرئيس النقابة المحلية.

قال جون هولدن، رئيس المنطقة 751 في الرابطة، لشبكة CNN الأسبوع الماضي «نحن غير متفقين في جميع القضايا الرئيسية: الأجور، والرعاية الصحية، والتقاعد، والإجازات»، وأضاف «نواصل العمل على الرغم من ذلك، لكن كان الأمر صعباً للغاية».

إن هذه ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة من المشكلات الخطيرة والبارزة في شركة تعاملت مع حوادث مميتة تعود إلى عيب في تصميم طائرتها الأكثر مبيعاً، واتهامات بأنها وضعت الأرباح وسرعة الإنتاج قبل الجودة والسلامة، وتخفيض مبيعات الطائرات، واتفاق للاعتراف بالذنب في اتهامات جنائية بأنها خدعت الجهات التنظيمية، وخسائر مالية هائلة تغطيها مستويات مرتفعة من الديون.

يقول كلا الجانبين إنهما يريدان التوصل إلى اتفاق دون إضراب، لكن غضب أعضاء النقابات العمالية بسبب التنازلات التعاقدية الأخيرة والصعوبات في الشركة قد يجعل التوصل إلى هذه اتفاق في الوقت القصير المتبقي مهمة شاقة.

وقال بيان من بوينغ «نواصل المساومة بحسن نية بينما نركز على الموضوعات المهمة لموظفينا وأسرهم، نحن على ثقة بأننا نستطيع التوصل إلى اتفاق يوازن بين احتياجات موظفينا وحقائق العمل التي نواجهها كشركة».

لكن هولدن قال إن أي اتفاق يمكن أن يحظى بدعم القاعدة الشعبية يحتاج إلى استعادة بعض التنازلات التي تنازل عنها الاتحاد في اتفاقيتين سابقتين منذ عام 2008.

كانت كلتا المحادثتين عبارة عن تمديدات للعقد، وليس مفاوضات بشأن صفقات جديدة، وفي كلتا الحالتين، شعرت النقابة بأنها مجبرة على الموافقة على التنازلات، بما في ذلك زيادة المدفوعات من قبل الأعضاء للتأمين الصحي وفقدان خطط التقاعد التقليدية، أو المخاطرة بفقدان الآلاف من الوظائف.

كانت بوينغ تهدد ببناء مرافق غير نقابية للتعامل مع إنتاج 737 ماكس و777X.

بوينغ، التي لديها مصنع واحد غير نقابي لطائرات 787 دريملاينر في ساوث كارولينا، ألغت خططاً لتلك المرافق الإضافية غير النقابية كجزء من تلك الصفقات.

تدخل بوينغ في هذه المحادثات مع الرئيس التنفيذي الجديد، كيلي أورتبيرج، الذي بدأ العمل في 8 أغسطس آب، وأصدر بياناً مفاده أنه يريد «إعادة ضبط علاقتنا» مع النقابة بعد اجتماعه مع هولدن وقيادات نقابية أخرى في أسبوعه الأول في الوظيفة.

ولكن هولدن قال إنه لم يرَ أي اختلافات في موقف بوينغ على طاولة المفاوضات.

أخبر الرئيس التنفيذي السابق ديف كالهون، سلف أورتبيرغ، المستثمرين في يوليو تموز أن نية بوينغ هي تجنب الإضراب وبدا وكأنه يشير إلى أنها على استعداد لدفع ما يلزم لتجنب توقف العمل.

وقال «نعلم أن مطالب الأجور ستكون كبيرة، نحن لسنا خائفين من معاملة موظفينا بشكل جيد في هذه العملية، لذلك سنعمل بجد قدر استطاعتنا حتى لا يكون هناك إضراب».

وقالت الشركة إن أجور أعضاء الرابطة زادت بنسبة 60 في المئة على مدى السنوات العشر الماضية بسبب الزيادات العامة في الأجور وتعديلات تكلفة المعيشة والحوافز، لكن النقابة لا تزال غاضبة من التنازلات السابقة، كما تسعى إلى تحسين وقت الإجازة وضمانات وظيفية أفضل حتى لا تواجه مرة أخرى تهديد فقدان العمل للمصانع غير النقابية.

وقال هولدن «لا يمكننا أن نمر بفترة أخرى حيث تكون وظائفنا مهددة بعد عام أو عامين من الآن».

لقد فازت العديد من النقابات، بما في ذلك نقابة سائقي الشاحنات في شركة يو بي إس ونقابة عمال السيارات المتحدة في جنرال موتورز وفورد وستيلانتس، بزيادات في الأجور بنسبة مزدوجة الرقم في الصفقات النقابية الأخيرة، ولكن في تلك الحالات وغيرها الكثير كانت النقابات تتفاوض مع شركات تحقق أرباحاً قياسية ولديها الكثير من الموارد لتلبية مطالب النقابات.

وعلى النقيض من ذلك، أدت المشكلات في بوينغ إلى خسائر تشغيلية أساسية بلغت 33.3 مليار دولار على مدار السنوات الخمس الماضية، ما أجبر الشركة على الغرق في الديون، وهي معرضة لخطر تخفيض تصنيف هذه الديون إلى وضع السندات غير المرغوب فيها، لكن هولدن يصر على أن النقابة لا تزال تتمتع بالنفوذ في هذه المحادثات.

وعلى الرغم من مشكلاتها، لا تزال بوينغ قوة رئيسية في الاقتصاد الأميركي، وسوف يكون لإغلاقها تأثير واسع النطاق؛ فإلى جانب 32 ألف عضو في النقابة من بين ما يقرب من 150 ألف موظف أميركي، تقدر الشركة تأثيرها الاقتصادي بنحو 79 مليار دولار، ما يدعم 1.6 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة لدى أكثر من 9900 مورد منتشرة في جميع الولايات الخمسين.

(كريس إيزيدور- CNN)