يتراكم النقد لدى مجموعة التجارة الإلكترونية الصينية «بي دي دي» القابضة المدرجة في الولايات المتحدة، والمالكة لشركة تيمو، فيما لا توزع أرباحاً على المستثمرين، ولا تعيد شراء أسهمها.

وتتمتع شركة «بي دي دي» القابضة المدرجة في الولايات المتحدة بمركز نقدي صافٍ بقيمة 38 مليار دولار، وفقاً لتحليل صحيفة فاينانشال تايمز، وهو أكثر من ضعف حجم أقرب منافس، شركة تسلا المملوكة لإيلون ماسك.

ورغم أن قيمة شركة «بي دي دي» ارتفعت بشكل كبير بعد التوسع من الصين إلى 49 سوقاً على الأقل في العامين الماضيين، فإن تخزينها للنقد يثير علامات استفهام من قبل بعض المستثمرين، الذين يقولون إن بياناتها المالية غير شفافة واتصالاتها متفرقة.

وانخفض سهم الشركة التي يقع مقرها في شنغهاي بنسبة 31 في المئة هذا الأسبوع، بعد أن حذرت من أن الربحية القياسية من المرجح أن تنخفض واستبعدت توزيعات الأرباح أو عمليات إعادة شراء أسهم «في المستقبل المنظور» في مؤتمر عبر الهاتف حيث تلقت أسئلة من اثنين فقط من المحللين.

وأثارت شركة «بي دي دي» القابضة الجدل بسبب التوسع السريع في جميع أنحاء العالم لسوق السلع الرخيصة عبر الإنترنت «تيمو»، ومعاملتها للموظفين والموردين، والإفصاحات المالية المحدودة مع نمو المجموعة في الحجم وتقييم سوق الأوراق المالية لمنافسة «علي بابا».

تدفع أغلب الشركات الكبرى في العالم أرباحاً أو تعيد شراء أسهم، حتى شركة «بيركشاير هاثاواي»، التي تتبنى نهج الاستحواذ ورفض توزيع الأرباح، أعادت شراء أسهم بمليارات الدولارات هذا العام.

وفي مؤشر «ام اس سي اي» للأسواق الاستثمارية، الذي يتألف من نحو 2800 شركة من 47 دولة، كان هناك 151 شركة بأكثر من 5 مليارات دولار من صافي النقد في ميزانيتها العمومية بدءاً من يوم الأربعاء، وفقاً لبلومبيرغ.

ومن بين هذه النخبة الغنية بالنقد، هناك خمسة فقط لا يدفعون أرباحاً أو يعيدون شراء الأسهم، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة فاينانشال تايمز؛ شركة «بي دي دي»، و«تسلا»، وشركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية «لي أوتو»، ومجموعة المدفوعات الأوروبية أدين، وجنرال إلكتريك فيرنوفا، مجموعة التوربينات الكهربائية التي انفصلت عن جنرال إلكتريك في أبريل نيسان.

تشمل عمليات إعادة الشراء التي أعلنت عنها شركات صينية كبيرة هذا الأسبوع برنامجاً بقيمة 5 مليارات دولار في «جيه دي»، وهي منافس راسخ لشركة بي دي دي القابضة؛ وبرنامج بقيمة مليار دولار في مجموعة توصيل الطعام ميتوان؛ ومنشأة بقيمة 1.3 مليار دولار في مجموعة الملابس الرياضية أنتا.

حققت شركة «بي دي دي» القابضة تدفقات نقدية تشغيلية بقيمة 6 مليارات دولار في الربع الثاني، ما رفع حيازاتها من النقد والاستثمارات قصيرة الأجل إلى 39 مليار دولار.

وتمتلك الشركة أيضاً 9.3 مليار دولار إضافية من الاستثمارات طويلة الأجل، التي قيل إنها تشمل بشكل أساسي الودائع لأجل والأوراق المالية الدائنة التي رفضت بي دي دي القابضة تقديم تفاصيل عنها، ويعادل إجمالي النقد والاستثمارات طويلة الأجل 36 في المئة من القيمة السوقية لشركة «بي دي دي» القابضة البالغة 133 مليار دولار.

وفي أعقاب نتائج هذا الأسبوع، كتب المحللون في جي بي مورغان في مذكرة إلى المستثمرين أن «الإفصاحات التي قدمتها الشركة ظلت محدودة للغاية لفهم الدوافع وراء الأرقام المالية»، وأن «المستثمرين مرتبكون بسبب التوجيهات غير الواضحة واستراتيجية الاستثمار التي تنتهجها بي دي دي القابضة».

واحتفظ البنك بتوصيته «بالاستثمار في الأسهم ذات الوزن الزائد».

وقال مستثمران في صناديق التحوط لديهما مراكز في أسهم التجارة الإلكترونية الأخرى، لكن ليس في «بي دي دي» القابضة، إنهما يعتبران عدم قيامها بعمليات إعادة شراء الأسهم علامة استفهام كبرى تشير إلى مشكلات محتملة في المحاسبة أو جودة أصول الميزانية العمومية.

صرحت شركة بي دي دي القابضة لصحيفة فاينانشال تايمز «تتخذ كل شركة قراراتها بناءً على ظروفها الفريدة واعتباراتها الاستراتيجية، إن التلميح إلى علامات استفهام لمجرد أن الشركة (أ) لا تتبع النهج نفسه الذي تتبعه الشركة (ب) أمر سخيف بكل صراحة».

وأضاف المتحدث باسم الشركة أن الشركة شجعت المستثمرين الذين لديهم مخاوف محددة على التواصل مع الشركة، ولفت انتباه صحيفة فاينانشال تايمز إلى خطاب موجه إلى المساهمين نُشر في نشرتها الأولية لعام 2018.

وجاء في الرسالة “ليس من السهل اتخاذ قفزة الإيمان بالإيمان بمثل هذه الشركة غير التقليدية، التي تسعى جاهدة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للمستخدمين”.