توفي راتان تاتا، القطب البارز في عالم الأعمال الهندي، عن عمر يناهز 86 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً هائلاً من الابتكار والقيادة. وُلد تاتا لعائلة بارسية عام 1937، وتخرج في جامعة كورنيل، حيث بدأ رحلته المهنية في شركة تاتا العائلية. تحت قيادته، تحولت المجموعة إلى واحدة من أكبر الشركات العالمية، من خلال صفقات بارزة مثل استحواذ تاتا موتورز على جاكوار ولاند روفر. وصفه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه “زعيم أعمال صاحب رؤية وروح رحيمة”.
فما سر شهرته؟
ارتفع رجل الصناعة إلى الشهرة العالمية بسلسلة من الصفقات الدولية البارزة، في عام 2008 أشرف على شراء شركة تاتا موتورز لعلامات السيارات البريطانية جاكوار ولاند روفر من فورد.
قال البيان الصادر يوم الأربعاء حول وفاته «بشعور عميق بالخسارة، نودع السيد راتان نافال تاتا، وهو زعيم غير عادي حقاً لم تشكل مساهماته التي لا تُحصى مجموعة تاتا فحسب، بل أيضاً نسيج أمتنا».
في منشور على إكس، رد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على وفاة تاتا، واصفاً إياه بأنه «زعيم أعمال صاحب رؤية وروح رحيمة وإنسان غير عادي».
وكتب «لقد قدم قيادة مستقرة لأحد أقدم وأعرق بيوت الأعمال في الهند».
ولد تاتا عام 1937 لعائلة من البارسيين، وهي مجموعة عرقية دينية من أصل فارسي في الهند تتبع الديانة الزرادشتية، وتخرج في جامعة كورنيل حيث درس الهندسة المعمارية والهندسة الإنشائية.
عاد إلى الهند عام 1962 وانضم إلى الشركة العائلية، التي أسسها جمسيتجي تاتا الجد الأكبر لراتان تاتا، عام 1868، ومن تلك البدايات المتواضعة، كان تاتا مسؤولاً عن أول مصنع للصلب في الهند، وأول فندق فاخر وأول شركة طيران محلية.
قال تاتا لسارة سيدنر من شبكة CNN في مقابلة نادرة عام 2011 «أعتقد أن الشيء الوحيد الذي فعلته العائلة هو أنها أنشأت الكثير من الصناعات في الأيام الأولى، قبل الاستقلال، التي كانت صناعات وطنية، ثم تبرعت بمعظمها في شكل منح خيرية، وكان هذا شيئاً استمر خلفاؤهم في القيام به على مر السنين».
تولى تاتا منصب رئيس مجلس الإدارة في عام 1991، وهو العام نفسه الذي أطلقت فيه الهند إصلاحات اقتصادية كبرى، بما في ذلك خفض قيمة الروبية، لفتح اقتصادها للعالم، ومع توجه الهند نحو الخارج بشكل متزايد، فعلت تاتا الشيء نفسه.
في عام 2000، استحوذت المجموعة على شركة تيتلي البريطانية، مالكة إحدى أكبر العلامات التجارية للشاي في العالم، مقابل 432 مليون دولار، وبعد سبع سنوات، سادت شركة تاتا ستيل في معركة بقيمة 12.1 مليار دولار للسيطرة على كوروس، وهي شركة فولاذية بريطانية.
تقاعد تاتا من منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة في عام 2012 وكان رئيساً فخرياً لشركة تاتا سونز القابضة قبل وفاته، منذ تنحيه عن واجباته اليومية، كان رجل الأعمال ينغمس في تحسين مصير العديد من الحيوانات الضالة في الهند.