تعزز أمازون إمبراطوريتها للتجارة الإلكترونية اعتماداً على تعميق تأثيرها في حياة البشر، إذ تتقدم الشركة بخطوات واسعة في ما يتعلق بتنويع أنشطتها من الروبوتات إلى الرعاية الصحية مروراً بالترفيه.
وكشفت الشركة العملاقة التي تتخذ من سياتل مقراً لها في الأيام الأخيرة عن منظومة إلكترونية لإدارة شاحنات التوصيل لتوفير الوقت في عمليات التسليم من خلال شبكة لوجستيات الشركة المهووسة بالسرعة.
وقال رئيس متاجر أمازون، دوج هيرينجتون، إن المنظومة الإلكترونية الجديدة تُمكّن الشاحنات من الإجابة عن سؤالين: متى تتوقف؟ وما الطرد الذي يجب تسليمه؟
وقال هيرينجتون «عندما نسرّع عمليات التسليم، يتسوق العملاء أكثر»، وأضاف «في عام 2024 سيكون نظام توصيل (برايم) هو الأسرع في مختلف أنحاء العالم»، في إشارة إلى خدمة الاشتراك التي تقدمها أمازون.
وعلاوة على ذلك، وفقاً لهيرينجتون، تمكنت أمازون العام الماضي من خفض 45 سنتاً من تكلفة الوحدة المشحونة، وهو توفير ضخم عند النظر في الحجم الهائل للمبيعات.
برايم أساس خطة أمازون للتوسع
سجّلت أمازون العام الماضي أرباحاً تجاوزت 30 مليار دولار وإيرادات بلغت 575 مليار دولار، مدعومة بعمليات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وقسم الحوسبة السحابية.
قالت المحللة لدى إي-ماركتير، سوزي ديفيدخانيان «موازنة خدمات أمازون بالكامل تدور في فلك (عضوية أمازون برايم) التي تعتبر كالغراء الذي يضمن تماسك كل الأعمال وترابطها».
وتشمل أعمال أمازون عدة أنشطة أهمها البيع بالتجزئة والإعلانات والحوسبة السحابية ومنصات البث وإنتاج الأفلام والموسيقى، ما أدّى إلى تعرض الشركة لمواجهة دعوى قضائية من الحكومة الأميركية، تتهمها بالممارسات الاحتكارية وإلحاق الضرر بالمنافسة.
ترى ديفيدخانيان أن أمازون تجني الأموال من البيانات التي تجمعها عن المستهلكين، إمّا عن طريق استهدافهم بالإعلانات أو من خلال التعرف على المنتجات التي يفضلونها، ولهذا السبب دفعت «أمازون برايم فيديو» الكثير لشراء حقوق بث مباريات كرة القدم الأميركية، حتى تتمكن من تحديد الأولويات الاستهلاكية لمشجعي الرياضة.
ويمكن لمساعدة أمازون الرقمية (أليكسا) طلب ما يحتاج إليه المنزل من مشتريات، وقد دمجت في الأجهزة المنزلية مثل الغسالات للسماح لها بشراء الإمدادات، مثل مساحيق الغسيل، تلقائياً عند نفاذها.
صيدلية الجيب
استعرضت أمازون أيضاً تحسيناتها على خدمة الرعاية الصحية الافتراضية التابعة لها «وان ميديكال».
الآن مقابل 9 دولارات شهرياً توفر استشارات «صوت وصورة» مع متخصصي الرعاية الصحية، إلى جانب حفظ السجلات ووصفات الأدوية.
تستفيد صيدلية أمازون من شبكة التوصيل الخاصة بالشركة لتوفير الأدوية للمرضى بسرعة، وتسعى إلى تقليل مدة التوصيل إلى أقل من 24 ساعة لنحو 45 في المئة من العملاء بحلول نهاية العام المقبل.
تقول رئيسة صيدلية أمازون، هانا ماكليلان «نحن نبني صيدلية في جيبك تقدّم توصيلاً سريعاً إلى بابك».
وتَعد سوق الرعاية الصحية بالكثير من الربح لأمازون، التي «تحاول أن تكون المنصة التي لديها كل شيء للجميع»، كما قالت المحللة ديفيدخانيان.
شيخوخة المتاجر التقليدية
تعاني أمازون انتكاسات في قطاع المتاجر التقليدية، ولكنها تواصل السعي لتحقيق استراتيجية رابحة، وستفتتح الشركة العام المقبل أول «مستودع آلي صغير» لها في بنسلفانيا، وسيتمكن المستهلكون من الحصول على ما يريدونه من متاجر البقالة بعد الاختيار عبر الإنترنت وملء قائمة الطلبات بواسطة الروبوتات.
في الوقت نفسه تعمل أمازون على تكثيف استخدام الذكاء الاصطناعي في متجرها عبر الإنترنت بأدوات تساعد البائعين على وصف المنتجات وتوضيحها، إذ ستتغير الملصقات على المنتجات وفقاً لكل مستخدم، وتعرض مصطلحات من المرجّح أن تلفت انتباههم مثل «نكهة الفراولة» للبعض و«خالٍ من الغلوتين» للآخرين.
وقالت ديفيدخانيان إن «الأشياء التي تفعلها أمازون بالذكاء الاصطناعي هي التأكد من أنك تنتقل من البحث عن شيء ما إلى إجراء عملية الشراء في أسرع وقت ممكن».
في مركز الخدمات اللوجستية بالقرب من ناشفيل بولاية تينيستي، وضعت الأذرع الآلية للروبوتات بمهارة الطرود في عربات شقت طريقها بشكل مستقل إلى الشاحنات، ووفقاً لمديرة الروبوتات في أمازون، جولي ميتشل، تعمل أتمتة مركز الخدمات اللوجستية على تحسين السلامة وتحرير العمال للقيام بمهام أكثر إثارة للاهتمام، ولكن المنتقدين يشيرون إلى زيادة ضغوط سرعة التسليم ما يجعل مستودعات أمازون أكثر خطورة من متوسط الخطورة في قطاع الصناعة.