تواجه شركة بوينغ، عملاق صناعة الطيران الأميركي، تحديات مالية كبيرة دفعتها إلى استكشاف خيارات جديدة تشمل بيع قطاع الفضاء، في خطوة قد تعيد تشكيل مستقبلها في هذا المجال، تأتي هذه التطورات في وقت حرج للشركة، حيث تسعى إلى تحسين أدائها المالي بعد خسائر فادحة بلغت 6.2 مليار دولار نتيجة عدة عوامل، منها إضراب العمال وتأخيرات في مشروعاتها الفضائية، تحت قيادة الرئيس التنفيذي الجديد، كيلي أورتبرغ، تركز بوينغ على تقليص نطاق أعمالها والتركيز على المنتجات الأساسية، في محاولة للتغلب على الأزمات المستمرة التي تواجهها.
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الجمعة بأن شركة بوينغ تدرس إمكانية بيع قطاع الفضاء ضمن جهود الرئيس التنفيذي الجديد لتحسين الوضع المالي للشركة التي تعاني من مشكلات مالية كبيرة.
وتدرس بوينغ التخلي عن قسمها المتعلق بوكالة ناسا، بما في ذلك مركبة «ستارلاينر» التي تعاني من مشكلات تقنية متكررة، وفقاً لمصادر مطلعة على المسألة.
عند سؤاله للتعليق، قال متحدث باسم بوينغ لوكالة «فرانس برس» إن الشركة «لا تعلق على الشائعات أو التكهنات في السوق».
وقال الرئيس التنفيذي، كيلي أورتبرغ الذي انضم إلى بوينغ في أغسطس، خلال مؤتمر إعلان الأرباح مع المحللين، إنه يعكف على مراجعة عمليات الشركة بهدف تضييق نطاق أعمال بوينغ، وأضاف أن الشركة «ستكون أفضل إذا قدمت خدمات أقل لكن بجودة أفضل، بدلاً من تقديم المزيد وعدم تقديمه بشكل متقن»، وفقاً لوكالة الفرنسية.
ورغم عدم تأكيده نية تقليص برنامج بوينغ الفضائي، أشار أورتبرغ إلى أن الطائرات التجارية والدفاع يشكلان منتجات أساسية ستبقى دائماً ضمن نطاق عمل بوينغ.
تأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت بوينغ عن خسارة مالية ضخمة بلغت 6.2 مليار دولار، نتيجة إضراب العمال الذي استمر لستة أسابيع في منطقة سياتل، ما أدى إلى إغلاق مصنعين للتجميع.
كما زادت الأزمة عندما رفض اتحاد العمال، يوم الأربعاء، عرض العقد الجديد المقدم من بوينغ، ما زاد الغموض حول مستقبل الشركة.
عملت بوينغ لسنوات طويلة عن قرب مع وكالة ناسا، لكن برنامجها الفضائي واجه العديد من الانتكاسات في السنوات الأخيرة، بعد تأخيرات متكررة، أطلقت مركبة «ستارلاينر» في يونيو ضمن مهمة تجريبية كان من المقرر أن تستمر أسبوعاً تقريباً.
ولكن بسبب أعطال غير متوقعة في المحركات وتسربات الهيليوم أثناء رحلتها إلى محطة الفضاء الدولية، تم إلغاء الخطط، وفي النهاية قررت ناسا في سبتمبر أن من الأفضل إعادة رائدي فضاء على متن مركبة تديرها شركة «سبيس إكس».