تُعتبر شركة ألفابت، المالكة لغوغل، واحدة من أبرز اللاعبين في عالم التكنولوجيا والإعلانات الرقمية، لكن التحديات التي تواجهها في الفترة الحالية تطرح تساؤلات حول قدرتها على الحفاظ على مركزها الريادي، مع دخولها مرحلة جديدة من النمو البطيء، يُتوقع أن تعلن الشركة عن أبطأ زيادة في إيراداتها الفصلية في تاريخها الحديث، وذلك بفعل المنافسة المتزايدة من عمالقة آخرين مثل أمازون وتيك توك، بالإضافة إلى التحولات في استراتيجيات الإنفاق الإعلاني.
في ظل هذا السياق، تُعتبر نتائج الربع الثالث المقبلة اختباراً حاسماً لمديرها المالي الجديد أنات أشكنازي، حيث يتعين عليه مواجهة تحديات السوق واستراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تُعدّ أمل الشركة في استعادة زخمها المفقود.
من المتوقع أن تسجل شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، أبطأ نمو فصلي في الإيرادات يوم غد الثلاثاء، بسبب المنافسة التي أثرت في أعمالها الأساسية في مجال البحث وخفض الإنفاق الإعلاني على يوتيوب.
تأثير الذكاء الاصطناعي والقيادة الجديدة
يُتوقع أن يطغى هذا التباطؤ على المكاسب التي تحققت من خلال الذكاء الاصطناعي في قطاع الحوسبة السحابية خلال الربع الثالث، وهو الربع الأول الذي يشهد تولي أنات أشكنازي مهام منصب المدير المالي خلفاً لروث بورات.
تُعرض هيمنة ألفابت الطويلة الأمد على سوق الإعلانات الرقمية للتهديد من قِبَل شركات مثل أمازون وتيك توك، والتي أصبحت محببة لدى المعلنين الراغبين في الوصول إلى مجموعة جاهزة من المشترين، كما تواجه ألفابت مخاطر المشرعين لتخفيف ما يُعتبر «احتكاراً غير قانوني» للبحث عبر الإنترنت.
توقعات نمو الإيرادات
وفقاً للتحليلات، يُتوقع أن تنمو إيرادات البحث في غوغل وغيرها من العائدات المتصلة بها بنسبة 11.6% في الربع الثالث، وهو معدل أبطأ من الزيادة البالغة 13.8% في الربع الثاني، وتواجه غوغل تحديات من منافسين جدد مثل بربليكستي و«تشات جي بي تي»، الذين جمعوا مليارات الدولارات على فرضية أن البحث يمكن أن يختل الآن، وقد بدت غوغل بطيئة وغير مستعدة لتطوير الذكاء الاصطناعي العام.
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أثارت دراسة من إي ماركتير قلق المستثمرين بالقول إن حصة غوغل من إيرادات إعلانات البحث في الولايات المتحدة من المتوقع أن تقل عن 50% للمرة الأولى في ما لا يقل عن 18 عاماً العام القادم، ومن المتوقع أن تنمو حصة أمازون في إيرادات إعلانات البحث في الولايات المتحدة إلى 24% العام القادم، في حين أن منافسين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل بربليكستي AI، الذي يدعمه مؤسس أمازون جيف بيزوس، يخطفون بعض الدولارات الإعلانية من غوغل.
تعمل شركة غوغل على تحسين فعالية أدواتها، فقد بدأت بعرض الإعلانات في الملخصات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي بدأت في وضعها في أعلى نتائج البحث، وهي الخطوة التي يعتقد المحللون أنها قد تساعد في تجنب المنافسة.
أداء أسهم ألفابت
وانخفضت أسهم ألفابت بنحو 9% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، مسجلة أكبر انخفاض ربع سنوي لها منذ الربع الثالث من عام 2022، لكنها ارتفعت بنسبة 17% حتى الآن هذا العام.
وبشكل عام، من المتوقع أن ترتفع إيرادات ألفابت بنسبة 12.6% في الربع الثالث إلى 86.31 مليار دولار، وهو أبطأ من النمو البالغ 13.6% في الربع الثاني، وفقاً لتقديرات المحللين التي جمعتها إل إس إي جي، ومن المتوقع أيضاً أن يعاني موقع يوتيوب قيام بعض المسوقين بتحويل الإنفاق إلى مستويات مدعومة بالإعلانات من خدمات البث مثل نتفليكس وأمازون برايم فيديو.
توقعات إيرادات يوتيوب
ومن المرجح أن ترتفع إيرادات يوتيوب بنسبة 11.5%، مقارنة بزيادة بنسبة 13% في الربع الثاني، ورغم التباطؤ يتوقع المحللون في شركة ترويست أن يستفيد موقع يوتيوب، وخاصة يوتيوب تي في من زيادة الإنفاق على الإعلانات السياسية في الربع الثالث.
الأداء في قطاع الحوسبة السحابية
تتجه غوغل كلاود، وهي نقطة مضيئة، إلى تسجيل نمو أسرع بنسبة 29.2%، وهي أكبر قفزة في سبعة أرباع، حيث زاد العملاء من إنفاقهم على خدمات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك منصة فيرتكس AI التي تسمح للشركات باستخدام نماذج الشركة بالإضافة إلى تطوير نماذجها المخصصة.
النفقات الرأسمالية وتوقعات المستثمرين
حذّرت شركة ألفابت في يوليو تموز من أن النفقات الرأسمالية ستظل مرتفعة هذا العام مع استثمارها في الذكاء الاصطناعي لمواكبة المنافسين، كما أشارت شركات الحوسبة السحابية المماثلة لشركة غوغل إلى ارتفاع الإنفاق الرأسمالي مع اندفاعها أيضاً لتعزيز عروضها باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومن المرجح أن ترتفع إيرادات أعمال الحوسبة السحابية لشركة أمازون بنسبة 19.3% في الربع الثالث من سبتمبر، في حين من المتوقع أن ترتفع إيرادات وحدة الحوسبة السحابية لشركة مايكروسوفت بنحو 11%.
وسوف يبحث المستثمرون عما يفعله المدير المالي أشكنازي للسيطرة على التكاليف الأخرى، وقال محللون في بنك أوف أميركا إنه مع تعيينها، هناك «إمكانية للشركة لمفاجأة بمزيد من إجراءات خفض التكاليف للمساعدة الذاتية بعد عمليات تسريح محدودة في عام 2024».