مع فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة عقب انتخابات 2024 وعودته إلى البيت الأبيض، تبدأ مرحلة جديدة من الغموض بالنسبة للعديد من أصحاب الشركات الصغيرة، فبينما يتطلع البعض إلى الفرص التي قد تنجم عن سياسات إدارته، يخشى آخرون من تأثير الإجراءات المقترحة على أعمالهم.
إحدى هذه الشركات هو مصنع Barrel-Art للأثاث والمنتجات المصنوعة يدوياً من براميل الويسكي والنبيذ، ورغم أن الظروف الاقتصادية كانت مشابهة لما شهدته الشركة في انتخابات 2016 و2020، فإن هذا العام يشهد قدراً أكبر من عدم اليقين.
حالة السوق قبل وبعد الانتخابات
شهدت Barrel-Art انخفاضاً في المبيعات خلال الأشهر التي سبقت يوم الانتخابات، حيث أوقف العديد من الشركات والمستهلكين عمليات الشراء في انتظار النتيجة، لكن مع إعلان الفائز، عادت المبيعات للانتعاش بسرعة، ورغم ذلك، يواجه العديد من أصحاب الأعمال الصغيرة، مثل مايكل بريتو من Barrel-Art، بيئة اقتصادية مختلفة في هذه المرة، مع تساؤلات حول ما سيحمله المستقبل.
حسب جون أرينسمير، مؤسس ورئيس Small Business Majority، فإن أصحاب الأعمال غير متأكدين من مدى جدية وواقعية الوعود التي قدمها ترامب خلال حملته الانتخابية، وما إذا كانت ستتحقق بالكامل، ويرى أرينسمير أن الأعمال الصغيرة التي كانت بالفعل في حالة من الاضطراب الاقتصادي قد تجد المستقبل أكثر صعوبة مع احتمال تنفيذ بعض السياسات التي تزيد من تعقيد الأوضاع.
القلق بشأن الرسوم الجمركية وقيود التجارة
أحد أكبر المخاوف لأصحاب الأعمال الصغيرة هو تأثير الرسوم الجمركية وقيود التجارة المحتملة على سلاسل الإمداد، بالنسبة لبريتو، فإن الخوف من تأثير الرسوم على مورديه في الولايات المتحدة يشكّل مصدر قلق رئيسياً، حيث قد تزيد التكاليف أو يصبح من الصعب الحصول على المواد الخام اللازمة.
في ما يخص Man & Machine، شركة تصنع لوحات مفاتيح وفأرات مقاومة للماء، فإن مالكها كليفتون بروماند يتخذ خطوة احترازية بزيادة وارداته وتخزين الإنتاج لمدة عام في غضون أربعة إلى خمسة أشهر لتجنب الأثر المحتمل لارتفاع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية.
التوسع والتكيف مع التحديات
من جهة أخرى، فإن بعض أصحاب الأعمال مثل جيف وود، مؤسس شركة Coldwater Capital للتطوير العقاري، قد دخلوا في مرحلة التوسع بعد فوز ترامب، مستفيدين من تخفيضات الضرائب التي طُبقت بموجب قانون «خفض الضرائب والوظائف»، على الرغم من أن الظروف الاقتصادية الحالية قد أثرت على خطط النمو، فإن وود يعبر عن تفاؤله بعودة الاستثمارات بعد الانتخابات.
التركيز على الدعم الحكومي
أصحاب الأعمال الصغيرة مثل جانا رودريغيز، مالكة Innovative Daycare Corp، يدفعون أكثر باتجاه المطالبة بدعم حكومي أكبر، فهي تشعر أن بنية رعاية الأطفال في البلاد بحاجة ماسة إلى مساعدة فيدرالية، خاصة في مواجهة التحديات المالية مثل ارتفاع التكاليف والضغط على الموارد، تعتبر رودريغيز أن توفير الدعم المالي من الحكومة الفيدرالية سيكون أمراً حيوياً لتمكينها من الحفاظ على عملها وضمان استمرار خدمة الأسر ذات الدخل المنخفض.
من جانب آخر، يواجه أصحاب الأعمال الصغيرة مثل مارك ماركوس، مؤسس وكالة Reel Management في لوس أنجلوس، مخاوف بشأن تأثير إدارة ترامب على حقوق الإنسان والحريات المدنية، ماركوس الذي يدير وكالة تمثل مئات من الممثلين في مجال التلفزيون الواقعي، يعتقد أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على التنوع والاحتواء في البرامج الثقافية، ما قد يضر أعماله.
مواجهة المستقبل
بينما يظل بعض أصحاب الأعمال الصغيرة متفائلين بحذر، فإن عدم اليقين هو العامل المسيطر في تفكيرهم، البعض يأمل في أن تساعد السياسات الاقتصادية الجديدة على تحفيز النمو، بينما آخرون يشعرون بالقلق بشأن الرسوم الجمركية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وآثارها السلبية على أعمالهم، ولكن في النهاية، يظل التفاؤل الحذر سِمة مشتركة بين هؤلاء المستثمرين في المستقبل.
أمام تزايد التحديات الاقتصادية والضبابية السياسية التي تميز الانتخابات المقبلة، سيكون على الشركات الصغيرة أن تظل مرنة، وأن تتكيف مع الظروف المتغيرة، في الوقت نفسه قد تكون الحاجة إلى الدعم الحكومي والتحفيز الاقتصادي أكبر من أي وقت مضى لضمان استمرار هذه الشركات في النمو والتكيف مع المستقبل المجهول.
(أليشيا والاس CNN)