أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عن ترشيح الملياردير جاريد إسحاقمان، رائد الفضاء في شركة سبيس إكس وقائد رحلتها الأخيرة للسير في الفضاء، إلى رئاسة وكالة ناسا الفضائية.

وإسحاقمان، (41 عاماً)، هو طيار بارع حقق رقماً قياسياً عالمياً في عام 2009 لأسرع رحلة حول العالم بطائرة نفاثة خفيفة، وهو صديق الملياردير إيلون ماسك، وأحد الأشخاص المقربين منه وقاد العديد من المهام الفضائية في شركته سبيس إكس، بالإضافة إلى أنه مدافع عن توسيع صناعة الفضاء.

وكتب ترامب في منشور عبر حسابه على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال»: «سيقود جاريد مهمة ناسا للاستكشاف والإلهام، ما يمهد الطريق لإنجازات رائدة في علوم الفضاء والتكنولوجيا والاستكشاف».

وأشار ترامب إلى شغف جاريد إسحاقمان بالفضاء والقيادة الاستثنائية، التي تجلى من خلال 25 عاماً من عمله كمؤسس ومدير تنفيذي لشركة معالجة المدفوعات «Shift4»، كما سلّط ترامب الضوء على عمل إسحاقمان كمؤسس مشارك ومدير تنفيذي سابق لشركة «Draken International»، وهي شركة طيران دفاعية تدعم وزارة الدفاع الأميركية والمملكة المتحدة ودول الناتو.

معلومات عن الملياردير جاريد إسحاقمان

منذ طفولته كان جاريد إسحاقمان عبقرياً في الكمبيوتر، حتى قرر وهو شاب صغير في عمر 16 عاماً إنشاء شركة للمعالجة المدفوعات، مستخدماً شيكاً بقيمة 10 آلاف دولار حصل عليه من جده.

وأنشأ إسحاقمان شركته في قبو منزله، لتقديم الحلول المالية ومعالجة المدفوعات، ونجح بشكل كبير في هذه المهام، حتى قرر التوسع وتدشين شركته «Shift4 Payments» لمعالجة المدفوعات في الولايات المتحدة، وعلى مدار سنوات واصل النجاح حتى تحولت إلى شركة كبرى وطرحها للاكتتاب العام في يونيو 2020، وحالياً تبلغ قيمتها السوقية 7.4 مليار دولار، ويقع المقر الرئيسي للشركة بمساحة 75000 قدم مربعة في سنتر فالي بولاية بنسلفانيا، ويعمل لدى الشركة أكثر من 2000 موظف في جميع أنحاء البلاد.

حب الطيران وشغفه بالفضاء

بدأ جاريد إسحاقمان تلقي دروس الطيران في العشرينيات من عمره، وفي عام 2009 سجل رقماً قياسياً عالمياً، حيث حلّق حول العالم بطائرة من طراز «Cessna Citation CJ2» في أقل من 62 ساعة، أي أقل بنحو 20 ساعة من صاحب الرقم القياسي السابق.

وفي عام 2013 أسس شركة دراكن إنترناشيونال، وهي شركة تدرب الطلاب الطيارين للقوات الجوية الأميركية، وباعها لشركة الاستثمار «Blackstone Group» في عام 2020 مقابل ملايين الدولارات، وفقاً لمجلة فوربس.

وفي عام 2021 بدأت علاقته بالتدريب على رحلات الفضاء من خلال شركة سبيس إكس عندما قاد أول مهمة مدنية بالكامل في العالم تصل إلى المدار، وفي العام الحالي 2024 سجل اسمه في التاريخ بقيادة مهمة «بولاريس داون» التابعة لشركة سبيس إكس، وهي أول مهمة سير في الفضاء تديرها شركة خاصة.

وخلال هذه الرحلة سجل جاريد إسحاقمان رقماً تاريخياً كأول شخص مدني يسير في الفضاء، حيث أمضى 10 دقائق وهو يطفو في فراغ الفضاء بعد خروجه من كبسولة «كريو دراغون»، في رحلة خطيرة لم يفعلها أي شخص خارج رواد الفضاء الحكوميين.

إيلون ماسك يحتفل بصديقه جاريد إسحاقمان

بعد إعلان ترامب عن تعيين جاريد إسحاقمان لقيادة وكالة ناسا الفضائية، كان أول المحتفلين به هو صديقه إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، والذي عينه ترامب أيضاً لقيادة إدارة جديدة للكفاءة الحكومية.

وقال ماسك في تدوينة له عبر حسابه على منصة إكس «تهانينا لإسحاقمان».

في المقابل كتب إسحاقمان في منشور على منصة إكس «إنه شرف العمر أن أخدم في هذا الدور، وأن أعمل جنباً إلى جنب مع وكالة ناسا».

وتابع «بدعم من الرئيس ترامب، يمكنني أن أعدكم بهذا: لن نفقد أبداً قدرتنا على السفر إلى النجوم مرة أخرى ولن نستقر أبداً في المركز الثاني، لأن الأميركيين سوف يسيرون على القمر والمريخ».

وأوضح أن الفضاء يحمل إمكانات للتقدم في مجالات مختلفة بما في ذلك التصنيع والتكنولوجيا الحيوية وربما مصادر الطاقة الجديدة، كما شارك رؤيته للبشرية لتصبح «حضارة ترتاد الفضاء»، واصفاً الفضاء بأنه «اقتصاد مزدهر يُعطي للناس فرصاً جديدة للعمل».

وقال إسحاقمان في تصريح سابق لموقع بيزنس إنسايدر «أريد أن يرى أطفالي بشراً يمشون على القمر والمريخ».