أعلن بنك «تينكوف» الروسي، يوم الأحد، أنه سيعلّق التداول باليورو، بدءاً من السابع والعشرين من فبراير شباط، بعدما فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة ضد موسكو.
وذكرت وكالة «تاس» الروسية نقلاً عن بيان للبنك، أن «تينكوف» سيعلّق أيضاً التداول في الأوراق المالية الأجنبية في عطلات نهاية الأسبوع مؤقتاً.
وأقرَّ الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، الحزمة العاشرة من العقوبات، والتي استهدفت بنوكاً روسية من بينها «ألفا بنك»، و«روز بنك»، و«تينكوف»، وبموجب العقوبات، من المقرر تجميد أصول البنوك في الاتحاد الأوروبي وحظر التعامل معها.
وأكد بنك «تينكوف» أن العقوبات لن يكون لها تأثير خطير على أعماله؛ لأنه كان مستعداً لعقوبات محتملة، وقال إنه سينقل أصوله إلى شركة جديدة غير مشمولة بالعقوبات خلال ثلاثة أسابيع، بحسب «تاس».
ومع ذلك، تؤدي هذه التوترات بين روسيا والدول الغربية إلى تقلبات سعر صرف الروبل الروسي مقابل اليورو والدولار، وتثير تساؤلات حول الخطة الروسية للتعامل مع التهديدات التي تواجه عملتها المحلية.
اليورو يفقد بريقه مقابل الروبل
واستفاد اليورو من تراجع العملة الروسية المدفوع بالعقوبات الغربية ضد موسكو عقب غزوها لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير شباط 2022، وحقق متوسط سعر صرف اليورو مقابل الروبل ارتفاعاً بنسبة 31 في المئة خلال مارس آذار، مسجلاً أعلى مستويات العام الماضي، نقلاً عن بيانات البنك المركزي الروسي.
لكن لم يستمر ذلك طويلاً، إذ استعاد الروبل الروسي قوته مجدداً بدعم من إجراءات الحكومة الروسية لدعم عملتها المحلية، والتي شملت فرض قيود على تحويلات العملات الأجنبية، وإلزام الشركات المُصدرة في روسيا ببيع 80 في المئة من عائدات النقد الأجنبي في بورصة موسكو.
ودعمت مثل هذه الإجراءات زيادة المعروض النقدي الأجنبي في روسيا، ما شكّل ضغطاً على اليورو ليفقد بريقه مقابل الروبل الروسي خلال بقية عام 2022، لكنه عاد للتعافي مرة أخرى مع بداية عام 2023، وتصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
الصين المستفيد الأكبر
بدأت موسكو في التخلص تدريجياً من الدولار واليورو في معاملاتها التجارية مع الدول الصديقة، تزامناً مع توالي العقوبات الغربية ضد البلاد.
واتجهت الشركات الروسية لاستخدام اليوان لتعزيز وتيسير تجارتها مع الصين، كما أجرت البنوك الروسية مزيداً من المعاملات باليوان لحمايتها من مخاطر العقوبات، وفقاً لآنا كيريفا، الأستاذة المساعدة في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية.
وقالت كيريفا لشبكة (CNN) «من بين جميع احتياطات البنك المركزي الروسي من العملات الأجنبية، اليوان الصيني فقط هو الذي لم يواجه قيوداً، ويظل عملة صديقة».
كما أشارت إلى احتمالية مشاهدة المزيد من إلغاء (دَولَرة) التجارة الخارجية لروسيا بشكل عام، واستخدامها للعملات الوطنية في التجارة مع جميع الدول المحايدة أو الصديقة لموسكو.