قبل الهجوم القاسي على منصات تداول العملات المشفرة، وأبرزها «باينانس» و«كوين بايز»، كان التحرك الأبرز للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مُركزاً على عملة «ريبل» أو ما تُعرف باسم «إكس أر بي».
بعد ذلك، وخصوصاً عام 2023، توسعت الحرب الأميركية على العملات المشفرة لتشملها جميعاً باعتبارها ليست أوراقاً مالية، ليرتفع إجمالي الدعوات القضائية ضد سوق العملات المشفرة في عهد رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، غاري جينسلر، إلى أكثر من 100 دعوى.
لكن الجدير بالذكر أن عملتين رئيسيتين، هما «بتكوين» و«إيثريوم»، بقيتا خارج نطاق هذه الحرب، وهو الأمر الذي ساعدهما على البقاء بتسجيل مكاسب ساعدت على تعويض الخسائر التي مُنيتا بها عام 2022، الذي شهد خسارة سوق العملات المشفرة نحو 2.1 تريليون دولار من قيمته السوقية.
الحرب على «ريبل»
في ديسمبر كانون الأول 2020، اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات «ريبل» واثنين من مديريها التنفيذيين، وهما كريستيان لارسن، وبرادلي غارلينجهاوس، بجمع أكثر من 1.3 مليار دولار من خلال عرض غير مسجل لأوراق الأصول الرقمية في انتهاكات مزعومة للمادة الخامسة من قانون الأوراق المالية.
لكن بعد نحو 3 سنوات من القرار، دفعت أخبار الانتصار الجزئي «ريبل» قضائياً، العملة المشفرة للارتفاع بنحو 50 في المئة، وهو الأمر الذي لم يدم طويلاً، إذ عادت اللجنة واستأنفت قرارها في يوليو تموز الماضي، مشيرة إلى أنه من الناحية القانونية، فإن قانون البلاد في الوقت الحالي يفيد بأن عملة «ريبل» ليست ورقة مالية.
كيف أثّرت الدعاوى في سعر «ريبل»؟
الذروة القياسية لسعر «ريبل» كانت في يونيو حزيران عام 2018، حين بلغت العملة المشفرة مستوى 2.2 دولار تقريباً.
لكن منذ ذلك الحين، لم تستطع «ريبل» حتى استعادة نصف هذا السعر، خصوصاً بعد هبوطها إثر دعوى لجنة الأوراق المالية إلى نحو 0.2 دولار، وهي اليوم تقترب من هذا المستوى إثر التخبط والضبابية الناتجة عن استمرار هذه الدعاوى التي قال رئيس «ريبل» اليوم في تغريدة على تويتر، إنها لن تنتهي في الوقت القريب.
افتتحت سوق العملات المشفرة تداولات الخميس على انخفاض نسبته 0.9 في المئة، لتسجل قيمتها السوقية 1.17 تريليون دولار، وسط انخفاض غالبية العملات المشفرة المدرجة على موقع «كوين ماركت كاب».
انخفضت «بتكوين» -وهي أكبر العملات المشفرة وأكثرها تداولاً- بنسبة 1.2 في المئة خلال تداولات الاثنين مسجلة 29468 دولاراً، وقت إعداد هذا التقرير.
وتراجعت «الإيثريوم»، وهي ثاني أكبر عملة مشفّرة في السوق، بنسبة 0.6 في المئة خلال الـ24 ساعة الأخيرة لتبلغ 1849 دولاراً.
أما «بي إن بي» فقد استقرت نسبياً عند 241 دولاراً، فيما تراجعت دوجكوين وكاردانو بنحو 0.15 في المئة و0.1 في المئة على التوالي.