أعلنت الأرجنتين خفض قيمة عملتها المحلية (البيزو) بأكثر من 50 في المئة كجزء من خطة الطوارئ لإنقاذ اقتصاد البلاد المتعثر، بحسب تصريحات وزير الاقتصاد لويس كابوتو يوم الثلاثاء.

ومن شأن الإجراء الجديد أن يخفض سعر صرف العملة مقابل الدولار إلى نحو 800 بيزو للدولار الواحد بدلاً من 365 بيزو للدولار الواحد، ويأتي ذلك بعد أيام من تولى خافيير ميلي منصب رئاسة الجمهورية.

وكان ميلي قد تعهد خلال حملته الانتخابية باستبدال البيزو بالدولار بهدف إعادة الاقتصاد المحلي إلى مساره الصحيح، إذ انخفضت قيمة العملة المحلية مقابل الدولار بنحو 52 في المئة خلال العام الجاري عقب دعمها بشكل مصطنع لسنوات من خلال ضوابط رأس المال الصارمة.

البنك المركزي الأرجنتيني والتضخم

طبع البنك المركزي الأرجنتيني المزيد والمزيد من العملة المحلية خلال الفترة الماضية لمساعدة حكومة البلاد على عدم التخلف عن سداد ديونها، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وتمثل هذه الخطوة المرحلة الأولى من خطة للحد من التضخم المفرط الذي دفع البنك المركزي الأرجنتيني إلى رفع سعر الفائدة بنحو 133 في المئة خلال شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وحدد وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو ملامح استراتيجية الدولة لمواجهة التضخم وانخفاض قيمة العملة والمتمثلة في خفض مشاريع الأشغال العامة الجديدة، وخطط عدم تجديد عقود العمل التي كانت سارية منذ أقل من عام واحد وخفض دعم الطاقة والنقل.

وأوضح كابوتو أن الإجراءات الجديدة وضعت بسبب أنه لا يوجد أموال لضخها في مشاريع الأشغال العامة التي ينتهي بها المطاف في جيوب السياسيين ورجال الأعمال، بينما أوضح صندوق النقد الدولي عقب تصريحات كابوتو يوم الثلاثاء أنه يدعم المبادرات الجديدة.

خطة تدابير اقتصادية شاملة

أعلن ميلي خلال خطاب فوزه بالانتخابات الرئاسية عن خططه لخفض الإنفاق الحكومي إلى جانب وعوده بإصلاحات جذرية تعتمد على مبدأ (الأناركية الرأسمالية)، مشيراً إلى أن الأرجنتين من شأنها البدء في مرحلة الإعمار عقب أكثر من مئة عام من التراجع، بجانب إعادة رسم أفكار الحرية.

وفي الوقت نفسه لم يعلن كابوتو عن أي خطط للتخلص من البيزو، مبيناً أن دولرة اقتصاد الدولة التي تقع في أميركا الجنوبية سيتطلب من الأرجنتين مبادلة جميع عملات البيزو التي يحتفظ بها المواطنون والشركات بالدولار، إضافةً إلى تعيين قيمة الأصول والعقود بالدولار.

هذه الإجراءات من شأنها أن تسند فعلياً إدارة السياسة النقدية للبلاد من البنك المركزي الأرجنتيني إلى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وكان عدد من البلدان الأخرى الصغيرة قد اتخذت هذه الخطوة، من ضمنها بنما والإكوادور والسلفادور.

وعقد الرئيس الأرجنتيني الجديد عدداً من اللقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين منذ توليه منصبه، إضافةً إلى أن فريقه الاقتصادي يعمل مع صندوق النقد الدولي بهدف تعديل السياسة الخارجية للبلاد وتنشيط اقتصادها.

(كريستال هور -CNN)