تراجع سعر العملات المشفرة في تعاملات اليوم لتقف البيتكوين عند أدنى مستوى لها في ثلاثين يوماً.
وتم تداول البيتكوين في تعاملات بورصة سنغافورة عند 65300 دولار صباح الثلاثاء ما يعني تكبدها خسارة تقدر 2.7 في المئة، وتكبدت كذلك العملات الرقمية الأقل شهرة مثل إيثريوم وسولانا ودوج كوين خسائر بشكل أكبر.
ويرجع موقع كوين شير المعني بمتابعة نشاط العملات الرقمية الخسائر إلى سحب سيولة من سوق المنتجات الرقمية تقدر بـ600 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي.
وأرجع مراقبون الانخفاض في سعر العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم إلى خروج الكثير من الاستثمارات من سوق منتجات الأصول الرقمية فضلاً عن استمرار ارتفاع كلفة الاقتراض في الولايات المتحدة واحتمالية عدم نزول سعر الفائدة العام الحالي، ما أدى إلى تسيُّد حالة من الضعف في سوق العملات المشفرة.
وائل مكارم، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة إكسنس، قال في اتصال مع «CNN الاقتصادية» إن الإقبال على بيتكوين كان كبيراً قبل عملية التنصيف لعملات بيتكوين التي تمت في شهر أبريل نيسان الماضي، وأضاف أن الكثير من المضاربين قاموا بتوجيه أموالهم للعملات البديلة أو الأقل شهرة مثل إيثريوم وسولانا ودوج كوين وهذه العملات تكبدت خسائر كبيرة.
ولكن سحب السيولة ليس العامل الوحيد في هذه الخسارة، فنسبة التضخم العنيدة المترسخة في الاقتصاد الأميركي وغياب توقعات واضحة بنهايته ووصوله إلى مستهدف اثنين في المئة وخفض الفائدة أدى بالتبعية إلى انخفاض الأصول الموجهة إلى المضاربة في أسواق العملات المشفرة.
فالملاحظ أن الأسهم والسندات الأميركية حققت عائدات أكثر ارتفاعاً من العملات المشفرة في الربع الثاني من العام الحالي الذي شارف على نهايته، وهي صورة عكسية لما حدث في الربع الأول من العام الذي انطلقت فيه العملات المشفرة والبيتكوين تحديداً لتصل إلى أسعار قياسية، ففي هذا الوقت كان الكثير من المستثمرين يتوقعون خفض الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة في بداية الصيف، ولكنه لم يحدث.
يرى مكارم أن الصورة ليست بهذه القتامة وأن المستقبل إيجابي بخصوص البيتكوين، وقال «إن أصحاب الاستثمارات طويلة الأجل لا يزالون مستمرين في عمليات الشراء على عكس المضاربين على المدى القصير في صناديق المؤشرات المتداولة الذين يقومون بالبيع».
ويتوقع مكارم أن تنتعش سوق العملات المشفرة في حالة إيجاد حل لمشكلات إفلاس عملات مشفرة مثل أف تي أكس وتيرا فورم لابس، حيث تكبدت الأخيرة خسائر تقدر بنحو 90 في المئة من حجمها ما يدفع من استثمروا أموالهم فيها للسؤال عن طريقة لاسترداد أموالهم.