أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم الثلاثاء تعيين هوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة «كانتر فيتزجيرالد»، وزيراً للتجارة، في خطوة لفتت الأنظار، نظراً لدعمه المعروف للاستثمار في البيتكوين والعملات الرقمية.
استثمارات لوتنيك في البيتكوين وتأثير اختياره للوزارة
يُعد هوارد لوتنيك من أبرز المؤيدين لاعتماد البيتكوين كأصل مالي رئيسي، وقد وجهت شركته استثمارات كبيرة نحو قطاع العملات الرقمية وتقنيات البلوكشين، يرى لوتنيك أن البيتكوين يمثل «ذهب العصر الرقمي»، ودعا مراراً إلى استخدامه كوسيلة للتجارة العالمية.
وأكد في مناسبات عدة أن البيتكوين يجب أن يُعامَل كسلعة مثل الذهب والنفط، ما يعكس رؤيته الإيجابية حول دمج العملات الرقمية في النظام المالي التقليدي، كما أطلق برنامجاً تمويلياً بقيمة ملياري دولار لدعم أصحاب البيتكوين، وهو ما يعزز مكانة العملة الرقمية في الأسواق العالمية.
كما أشار لوتنيك إلى أن اللوائح الواضحة هي العامل الأساسي لدخول المؤسسات المالية الكبرى مجال البيتكوين، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع في الطلب والسعر.
اختياره لهذا المنصب أثار تفاعلات في أسواق العملات الرقمية، حيث ارتفعت أسعار البيتكوين بأكثر من 5% فور إعلان القرار، مدفوعة بتوقعات المستثمرين بأن وجود لوتنيك في منصب رفيع سيؤدي إلى سياسات تجارية وتقنية أكثر دعماً للعملات الرقمية.
كما أشارت بعض التحليلات إلى أن لوتنيك قد يدعم تشريعات تسهل استخدام العملات الرقمية في التجارة الدولية وتعزز الشفافية في الأسواق، ما قد يعزز من مكانة البيتكوين كعملة ذات تأثير عالمي.
مفاجأة في اختيار لوتنيك
جاء هذا القرار مفاجئاً لكثيرين في دائرة ترامب، خاصةً أن ليندا ماكماهون كانت المرشحة الأوفر حظاً للمنصب، ومع ذلك، في الأسبوع الماضي، بدا أن روبرت لايتهايزر يقترب من الحصول على الدور، وفي خضم المنافسة على وزارة الخزانة، قرر ترامب تعيين رئيس فريقه الانتقالي.
لعدة أشهر، ترأّس لوتنيك وماكماهون فريق الانتقال بشكل مشترك، حيث تولى لوتنيك مسؤولية اختيار الكوادر وتقديم المشورة لترامب بشأن المرشحين للمناصب الوزارية، بينما ركزت ماكماهون على الجانب السياسي، وقد أصيبت ماكماهون بالإحباط عندما لم يتم تعيينها الأسبوع الماضي، لا سيما عندما أدركت أن ترامب كان يفكر في منصب سفير لها بدلاً من التجارة، ثم أُبلغت فجأة أن شريكها في قيادة الفريق الانتقالي قد حصل على المنصب.
مهام وزارة التجارة
يتولى وزير التجارة مسؤولية دعم الشركات الأميركية والعمل وسيطاً بين الدول للتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية وتعزيز الاستثمار الأجنبي، وتشرف وزارة التجارة على 13 مكتباً، من بينها مكتب التعداد السكاني، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ومكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية.
تتضمن خطة «مشروع 2025» المثيرة للجدل -التي حاول ترامب النأي بنفسه عنها رغم علاقته بمؤلفيها- اقتراحاً لتقليص حجم وكالة NOAA، معتبرةً أنها جزء من «صناعة الإنذارات بشأن تغير المناخ».
خلفية هوارد لوتنيك
لوتنيك، البالغ من العمر 63 عاماً، هو من أشد المؤيدين لفرض تعريفات جمركية أعلى، خلال تجمع انتخابي لترامب في «ماديسون سكوير غاردن» الشهر الماضي، قال لوتنيك إن الولايات المتحدة كانت أكثر ازدهاراً في أوائل القرن العشرين عندما لم تكن هناك ضريبة دخل، وكانت تعتمد فقط على التعريفات الجمركية.
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أطلق لوتنيك صندوق إغاثة لعائلات الضحايا، فقدت شركته «كانتر فيتزجيرالد» مئات الموظفين، من بينهم شقيقه، نتيجة الهجوم على البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
يُذكر أن لوتنيك عضو في مجلس إدارة النصب التذكاري والمتحف الوطني لهجمات 11 سبتمبر.