يتوقع محللون في سوق العملات العالمية استمرار هيمنة الدولار الأميركي على الأسواق العالمية، وسط توقعات بوصوله إلى تعادل مع اليورو خلال عام 2025، وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة «رويترز».

سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، ارتفاعاً بنسبة تزيد على سبعة في المئة في العام الماضي، وهو ما يعادل تقريباً مكاسبه البالغة ثمانية في المئة في عام 2022، عندما بلغ أعلى مستوى له منذ سبع سنوات.

هذا الصعود دفع اليورو إلى مستويات قريبة من التعادل مع الدولار، إذ بلغ 1.02 دولار في 2 يناير كانون الثاني 2025، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين، ويبقى السؤال بشأن موعد وصول اليورو إلى دولار واحد، وهو مستوى التعادل.

توقعات بقوة الدولار

رغم أن توقعات المحللين بشأن ضعف الدولار كانت مخطئة في العديد من الأحيان العام الماضي، فإن قوة الاقتصاد الأميركي، خاصة خلال الربع الأخير من 2024، كانت المحرك الرئيسي لصعود الدولار بنسبة تقارب ثمانية في المئة في تلك الفترة.

جاءت هذه المكاسب مدعومة بإشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في ديسمبر كانون الأول، بعدم وجود نية لتسريع خفض أسعار الفائدة، إلى جانب مخاوف من ارتفاع التضخم نتيجة السياسات الضريبية والجمركية المقترحة من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وقال رئيس قسم العملات العالمية في بنك «إتش إس بي سي»، بول ماكيل «رؤيتنا للفترة المقبلة هي استمرار قوة الدولار، خاصة أن السياسات المحتملة للإدارة الجديدة -في الغالب- ستعزز موقف الدولار كخيار لا بديل عنه في الأسواق العالمية».

وتظهر بيانات العقود الآجلة لأسعار الفائدة حالياً احتمالية تخفيض الفيدرالي لسعر الفائدة مرة واحدة فقط بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بتوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بنحو 100 نقطة أساس.

توقعات محدودة لارتفاع اليورو

وفقاً لاستطلاع «رويترز» الذي شمل أكثر من 70 محللاً بين 3 و8 يناير كانون الثاني 2025، من المتوقع أن يرتفع اليورو بشكل طفيف من مستوياته الحالية عند 1.03 دولار إلى 1.04 دولار خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، ثم يصل إلى 1.05 دولار بحلول نهاية العام، وهو أقل بكثير من التوقعات السابقة.

وأظهرت البيانات الأخيرة من لجنة تداول السلع الآجلة أن المضاربين زادوا رهاناتهم على ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى منذ مايو أيار 2024.

وأضاف ماكيل، «عند النظر إلى العملات الأخرى، سواء بمقارنة العوائد أو الأساسيات الاقتصادية، فإن الدولار يظل الخيار الأفضل، ورغم أنه قد تظهر فترات قصيرة يبحث فيها السوق عن بدائل، لكن تلك الفترات ستكون مؤقتة».

هل يحقق اليورو التعادل مع الدولار؟

عند سؤال المحللين عما إذا كان اليورو سيصل إلى التكافؤ مع الدولار هذا العام، توقعت الأغلبية بنسبة تقارب الثلثين تحقيق ذلك، مع ترجيح حدوثه في النصف الأول من العام.

وقالت كبيرة محللي العملات في «رابوبنك» وأحد أكثر المحللين دقة وفقاً لتقييم «رويترز» لعام 2024، جين فولي، «نستهدف وصول اليورو إلى 1 دولار في الربع الثاني من هذا العام، مع الاعتراف بإمكانية تحقيق هذا الهدف في وقت أبكر».

ورغم التوقعات بأن الدولار قد يتراجع عن أعلى مستوياته مع نهاية العام، يتوقع المحللون أن يظل الدولار قوياً بشكل عام خلال 2025، في ظل استمرار الفجوة بين سياسات الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا.

(رويترز)