«عندما تتعرض البنوك لخسائر مالية، يكون الأمر مصدر قلق»، هكذا علقت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، عقب الانهيار المدوي لبنك « سيليكون فالي».
كما استدعت وزيرة الخزانة الأميركية، مسؤولي الهيئات لقطاع المال لبحث الوضع، بينما شددت على ثقتها الكاملة في قدرة القطاع المصرفي على المقاومة والتصدي للأزمات، فضلاً عن اتخاذ كل الإجراءات والتدابير المناسبة من قبل الجهات المعنية.
عقب انهيار بنك «سيليكون فالي» وخلال ساعات فقط، بدأ العديد من التبعات في الظهور بالفعل بعدما استحوذت عليه شركة «تأمين الودائع الفيدرالية» الأميركية.
زيادة المخاوف من تكرار سيناريو 2008
مع وجود ركود اقتصادي محتمل، وأزمة الديون المتراكمة، وبعض المخاطر الجيوسياسية، وشبح تضخم يهدد تطلعات المستثمرين، ومع استمرار رفع أسعار الفائدة، تزداد المخاوف من تكرار سيناريو أزمة الرهن العقاري في عام 2008، وتأثيرها في قطاع البنوك والأسواق المالية الأميركية.
لم تتسبب أزمة عام 2008، في انهيار الاقتصاد الأميركي فحسب، بل إنها تسببت في تداعي الاقتصاد العالمي برمته، فقد أشارت بعض التقديرات آنذاك إلى أن خسائر صناديق الثروات السيادية في الدول النامية تقدر بنحو 4 مليارات دولار.
كما انهارت البورصات العالمية، بداية من «وول ستريت» وصولاً إلى إندونيسيا التي أغلقت أبوابها، إضافة إلى معظم البورصات العربية.
هذه الذكرى عن الأزمة الاقتصادية العالمية منذ 15 عاماً ما زالت تظهر بين الوقت والآخر بسبب قرارات البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة، وتصاعد مخاوفها محاولة التصدي لارتفاع نسب التضخم.
مصير مجهول للشركات الناشئة
تسبب انهيار «سيليكون فالي» في حالة من الهلع بين الشركات الناشئة ورواد الأعمال من أصحاب الشركات التكنولوجية على وجه الخصوص، في وقت تشتد فيه الأزمات بالنسبة إليهم جراء القلق المتزايد بعد تسريح الموظفين، والاستغناء عن أكبر المطورين في القطاع.
قالت شركة «روكو» للبث عبر الإنترنت إن رصيدها في بنك «سيليكون فالي» يبلغ نحو 487 مليون دولار من أصل 1.9 مليار دولار، وهو حجم النقد الذي تملكه الشركة.
وأضافت «روكو» أن معظم ودائعها لدى البنك لم تكن مؤمنة، وأن رصيدها يمثل نحو 26 في المئة من التدفقات النقدية التي تملكها الشركة، وبالتالي فإنها عرضة لخسارة ما تبقى من رصيدها بما يزيد على نصف مليار دولار من رأس مالها.
من جهتها، تجهل شركة «فارم بوكس آر إكس» لتوصيل الأغذية الصحية، مصير أموالها التي تتخطى عشرات الملايين، علماً أن شركة تأمين الودائع الفيدرالية الأميركية تغطي نحو 250 ألفاً فقط.
العصف بسوق الأسهم
قفز ما يطلق عليه «مقياس الخوف» في «وول ستريت»، و تراجعت الأسهم الأميركية والأوروبية، يوم الجمعة، بعد الانهيار الصادم لبنك «سيليكون فالي».
يظهر «مقياس الخوف» تقلبات السوق، إذ ارتفع بنسبة 15 في المئة بعد ظهر يوم الجمعة، بعدما اندفع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة؛ لتجنب تبعات هذا الانهيار خوفاً من تفاقم الأزمة بالقطاع المصرفي بأكمله.
يأتي ذلك في الوقت الذي استمرت فيه البنوك الصغيرة في المعاناة.