يبدو الصراع بين «ديزني» ورون ديسانتيس، الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا والمنافس الرئاسي المحتمل، مثل برنامج تلفزيون الواقع، وبينما تصدّرت مناورات ديزني التكتيكية عناوين الأخبار مؤخراً بإعلانها إلغاء مشروع لبناء مجمع مكاتب بقيمة مليار دولار بالقرب من أورلاندو، فإن تلك الخطوة تُلقي بظلالها جزئياً على واقع أضعف سينمائياً؛ وهو أن الشركة متعثرة.

وحدث تراشق بين الشركة وديسانتيس، يوم الخميس، عندما ألغت خطة بناء مجمع مكاتبها في منطقة بحيرة نونا في مدينة أورلاندو، والمشروع كان يستهدف نقل نحو ألفَي وظيفة بأجور عالية من ولاية كاليفورنيا إلى فلوريدا، أوقفت «ديزني» نقل الموظفين، وقالت إنها ستساعد قرابة مائتي موظف ممن انتقلوا بالفعل على العودة إلى كاليفورنيا إذا أرادوا ذلك.

هناك طريقتان لقراءة المشهد؛ من ناحية «ديزني»، فإن هذه المعركة هي الأحدث التي تدخلها الشركة بلا هوادة مع سياسي -عديم الخبرة نسبياً- اختار الصراع مع كيان عملاق، أما من ناحية ديسانتيس، فإن إغلاق مشروع بحيرة نونا يعكس يأس الشركة التي يتراجع سهمها، وتواجه أعمالها الأساسية رياحاً معاكسة خطيرة.

وهناك قدر يسير من الحقيقة على كلا الجانبين.

قال متحدث باسم ديسانتيس، يوم الخميس، «إن إلغاء (ديزني) للمشروع ليس مفاجئاً في ضوء الضائقة المالية للشركة وانخفاض القيمة السوقية وتراجع سعر السهم»، لم يخطئ المتحدث، غير أن مشاكل الشركة المالية ترتبط بأعمال البث المباشر التي تستنزف الكثير من المال، وأرباحها من تلفزيون الكابل التقليدي والتي تتهاوى سريعاً.

لا تزال منصات البث «ديزني+» و«هولو» و«إي إس بي إن+» غير مربحة، إذ انخفضت الإيرادات التشغيلية من شبكات الكابلات والبث بنسبة 35 في المئة بسبب تراجع عائدات الإعلانات في الربع الأول من هذا العام.

ومن منظور مالي، لا يزال قسم منتجعات وحدائق ديزني نقطة مضيئة، إذ يمثل شبكة الأمان التقليدية للشركة، لكن الجمهور مستاء بشدة من التغييرات الأخيرة في الأسعار واللوجستيات، قائلين إنهم مستنزفين، خفضت الشركة مؤخراً أسعارها رداً على غضب العملاء، غير أن ذلك لم يساعد على حل مشكلة أرباحها.

وانخفض سهم ديزني بأكثر من 5 في المئة هذا العام، بينما صعد مؤشر «إس آند بي 500» بنحو 2 في المئة، بينما قفزت أسهم الشركات المنافسة لها بشكل صاروخي مثل «كومكاست» (زيادة 16 في المئة منذ بداية العام) و«وارنر برذرز ديسكفري»، الشركة الأم لـCNN، (زيادة 28 في المئة منذ بداية العام).

وجاء الإعلان عن إلغاء مشروع بحيرة نونا في اليوم نفسه الذي كشفت فيه الشركة أنها ستغلق فندقها ستار ورز، والمعروف باسم غالاكتيك ستاركروزر، والذي أُفتتح منذ نحو عام، إذ أعرض الجمهور عنه فوراً لغلاء سعره، كان على النزلاء دفع ما بين 4800 دولار وستة آلاف دولار لقضاء ليلتين في كابينة.

ربما يفوز الرئيس التنفيذي لـ«ديزني» بوب آيغر الذي حصل على فترة ثانية لقيادة الشركة، بمعركة العلاقات العامة ضد ديسانتيس، لكن العمل الحقيقي -حل التهديدات الوجودية التي تواجه الشركة- سيتطلب ما هو أكثر من فريق عتيد من المحامين ذوي الأجور المرتفعة ومحترفي الاتصالات لمعالجتها.

(أليسون مورو – CNN)