على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد الأميركي، لا تزال العملة الخضراء مهيمنة على المدفوعات الدولية، إذ شكّل الدولار الأميركي نحو 42.6 في المئة من المدفوعات الدولية في مايو أيار من العام الجاري، وفقاً لبيانات بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس».

ومثّلت العملة الأوروبية الموحدة نحو 31.7 في المئة في مايو أيار، لتستحوذ العملتان الكُبريان عالمياً على ما يقرب من ثلاثة أرباع المدفوعات عبر الحدود، رغم أن هناك ما يزيد على أكثر من 150 عملة في العالم.

واعتباراً من نهاية عام 2021، استأثر الدولار الأميركي بنحو 40 في المئة من المدفوعات الدولية، يليه اليورو، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.

واكتسب اليوان الصيني زخماً متزايداً على المستوى الدولي، خاصةً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط 2022.

وكانت شركة «روسنفت» أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا قد أعلنت في يونيو حزيران الماضي أنها ومؤسسة البترول الوطنية الصينية للنفط والغاز «بتروتشاينا» قد تحولتا إلى استخدام الروبل واليوان في المدفوعات النفطية.

وعلى الرغم من أن استخدام العملة الصينية لا يزال محدوداً على مستوى العالم، إذ يمثّل نحو 2.5 في المئة فقط من المدفوعات عبر الحدود، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، مقارنةً بحجم الناتج المحلي الإجمالي للصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- وتأثيرها في التجارة العالمية، فقد تواجه العملة الخضراء تحديات جسيمة في ضوء رغبة عدد من بلدان العالم في تقليل الاعتماد عليها.

صعود اليوان

زادت حصة اليوان في المدفوعات الدولية إلى 2.5 في المئة، اعتباراً من مايو أيار الماضي، من مستوى 1.1 في المئة بنهاية عام 2013، وفقاً لبيانات «غولدمان ساكس».

أعلنت البرازيل والأرجنتين في وقت سابق من العام الجاري أنهما ستسمحان بالتعامل باليوان في تجارتهما مع الصين، وبلغت صادرات البرازيل إلى الصين 89.7 مليار دولار في عام 2022، بينما وصل حجم وارداتها إلى 67.7 مليار دولار، وفقاً لبيانات منصة «ستاتيستا» الإحصائية.

وأظهرت بيانات «ستاتيستا» أن إجمالي صادرات الصين إلى الأرجنتين بلغ 17.5 مليار دولار، مقابل واردات بقيمة 7.3 مليار دولار في عام 2022.

وعلى الرغم من تزايد أهمية الصين في التجارة الدولية والأسواق المالية العالمية، تظل ضوابط رأس المال التي تحدُّ من حرية تداول اليوان عاملاً مثبطاً من قبوله عالمياً بديلاً عن الدولار أو اليورو.

عملة البريكس.. هل تكون البديل؟

أعلن ألكسندر باباكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي في مارس آذار الماضي في العاصمة الهندية نيودلهي أن بلاده تقود جهوداً دولية بالتعاون مع دول البريكس -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- للتحضير لعملة جديدة تُستخدم للتجارة عبر الحدود.

لكن رغبة بعض البلدان في التحول عن الدولار الأميركي ليست بالشيء الجديد، إذ كانت فكرة استخدام العملات الوطنية تظهر بين وقت وآخر منذ ستينيات القرن العشرين، غير أن الجديد في هذه الآونة هو رغبة العديد من البلدان في الانضمام إلى تجمع البريكس، ما قد يشكّل ضربة قاصمة للدولار الأميركي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت في يوليو تموز الماضي عن أنيل سوكلال كبير دبلوماسيي جنوب إفريقيا والمسؤول عن العلاقات مع البريكس، قوله إن أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.

قد يشمل هذا التوسع بلداناً مثل إندونيسيا وتركيا والمكسيك والأرجنتين وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكوبا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر القمر والغابون وكازاخستان.