كتبت جاين ساهادي، CNN
إذا كنت تخطط لاستثمار مدخراتك في الأسواق أو السندات أو الأصول الأخرى هذا العام، تريث!
لا تنسَ أن انهيارات الأسواق خلال الأعوام الثلاثة السابقة كانت مدفوعة بعدد من العوامل مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، وتهديدات ديمقراطية مختلفة، والحرب الروسية الأوكرانية، وغيرها.
نتيجة لذلك، انخفضت كل من الأسهم والسندات، اللذان يتحركان عادة في اتجاهين مختلفين، ليصلا جنبًا إلى جنب في المنطقة الحمراء مع نهاية العام الماضي 2022، ومن ناحية أخرى انهارت قيم العملات المشفرة.
فما الذي ينتظرنا في هذا العام الجديد؟
تشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى معاناة ثلث العالم من الركود الاقتصادي، في حين تتنبأ وكالة موديز أناليتكس بأن الولايات المتحدة ستعاني من التباطؤ الاقتصادي.
ويتوقع بعض محللي الأسواق أن تبدأ أسواق التكنولوجيا في التعافي من الضربة القوية التي أصابتها العام الماضي متسببة في انخفاض بورصة ناسداك بنسبة تفوق الثلاثين في المئة.
أما بالنسبة لسوق العقارات فتضاربت توقعات الاقتصاديين، فكل شيء محتمل من ارتفاع الأسعار بنسبة 5 في المئة إلى انخفاضها بنسبة 20 في المئة، فلا تصدق كل ما تسمعه، خصوصًا حين يتعلق الأمر بإدارة محفظتك، بدلًا من هذا جرِّب هذه النصائح:
كن ذا خطة
من الصعب أن تستثمر جيدًا في حياتك إذا لم تكن واضحًا بشأن ما تحتاج إليه ومتى تحتاج إليه.
وهذا يعني -أيضًا- أن تكون صادقًا مع نفسك بشأن مدى ارتياحك للمخاطرة مع فهم أن بعض المخاطر ضرورية لتحقيق أهدافك طويلة الأجل، خاصة في وقت التضخم المرتفع.
يقول تايلور ويلسون، مخطط مالي معتمد ورئيس شركة خدمات الاستثمار غرينستون ويلث مانجمينت في فورست سيتي، أيوا: «كل محفظة متنوعة بشكل جيد بها رابحون وخاسرون، لكن المفتاح هو تحمل مخاطر كافية للوصول إلى أهدافك المالية».
تجاهل الضوضاء في تعاملك مع الأسواق
لا تجعل الأوضاع الاقتصادية خلال العام الماضي تؤثر على قراراتك الاقتصادية، يمكنك أن تتبنى عادة بسيطة منتظمة، وهي استثمار مبلغ معين من المال شهريًّا في حافظة من الأسهم والسندات، فإذا كان لديك فترة زمنية طويلة نسبيًّا ولا تميل للمغامرة، قد تناسبك حافظة متزنة من الأسهم والسندات.
مع أخذ احتمالات الركود في الاعتبار، لاحظ ويلسون أن الأسهم المنخفضة التي تطرحها الشركات ذات الأساسات القوية تعطي أداءً أقوى خلال فترات الانكماش، إذ تتسم بعوائد أعلى، مع الحفاظ على نسبة منخفضة بين سعرها وأرباحها.
أما أولئك الذين يملكون عاملي الوقت والروح المغامرة، فيقترح ويلسون أن يفتشوا عن فرصهم بين الأسهم التي انخفضت بشكل حاد خلال الأزمة، إذ يقول: «ابحث عن الشركات الجيدة التي قامت ببيع أصولها بشكل مفرط، ولكن تجنب الشركات التي لا تتوفر لديها عوائد أو ميزانيات عمومية تمكنها من النجاة من هذا الانكماش المحتمل».
أما بالنسبة لأصحاب المعاشات الذين يرغبون في الحفاظ على أصولهم أكثر من أي شيء، فهو يقترح أن يقتنوا شهادات الإيداع أو سلم سندات (محفظة تتكون من أوراق مالية ذات دخل ثابت)، إذ وصلت عوائدها لقيم غير مسبوقة خلال العقد الأخير.
احذر في تعاملاتك مع العملات المشفرة
تسبب «شتاء الكريبتو» في عام 2022 إلى هبوط قيمة عملة «البيتكوين» نحو 65 في المئة، حتى إن قيمة العملة المستقرة «تيرا دولار» انخفضت 98 في المئة لتصل إلى سنتين فقط، في الوقت الذي انهارت فيه بعض منصات العملات المشفرة مثل إف تي إكس وفوياغر وسيلزيوس تحت ادعاءات بسوء الإدارة والاحتيال.
وبغض النظر عن رؤيتك لما قد تحمله العملات المشفرة من مكاسب على المدى الطويل، لا يزال سوقها غير منظم وغير آمن، ما يجعل المستثمرين معرضين لفقد كل ما يملكونه في ضربة مماثلة، فلا تخاطر بأموال لا تستطيع تحمل خسارتها.
اعرف حدودك
بغض النظر عن مدى ذكائك أو ثقافتك، لا تنسَ أنك لست بمستثمر خارق! لا تقلق فإن العيب ليس فيك بل في نوعك.
ويقول خبير السلوك المالي دانيال كروسبي إن البشر يميلون إلى الوقوع فريسة لميول معينة قد تضر مكاسبهم، إذ إن الشعور بالتوتر أو الابتهاج، والتركيز أكثر على المعلومات السلبية، وافتراض أنك تعرف ما يكفي، وتفضيل المألوف على المجهول يمكن أن يشوّه عملية اتخاذ القرار الاستثماري الخاص بك، ولكن من خلال الاعتراف بهذه الميول والسيطرة عليها يمكنك إبطال تأثيرها.