لا تزال الزيادات الأخيرة في الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الصينية عند مستويات لا تشكل تهديداً خطيراً، لكنها قد تكون مقدمة لمزيد من التصعيد التجاري من قِبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفقاً لمحللين اقتصاديين. نفّذ ترامب، يوم السبت، وعوده بزيادة التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية بنسبة عشرة في المئة تُضاف إلى الرسوم السابقة المفروضة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما فرض تعريفات بنسبة 25 في المئة على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، و10 في المئة على موارد الطاقة الكندية، متذرعاً برغبته في معاقبة الدول التي لا تتخذ إجراءات كافية لمنع الهجرة غير الشرعية أو الحد من تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
يرى تشيوي تشانغ، رئيس شركة «بينبوينت» لإدارة الأصول، أن هذه الزيادات الجمركية «لا تمثل صدمة كبيرة للاقتصاد الصيني»، مشيراً إلى أن بكين لن تضطر على الأرجح إلى خفض قيمة عملتها لتعويض الأثر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وبحسب خبراء «بلومبيرغ إيكونوميكس»، فإن زيادة الرسوم بنسبة 10 في المئة قد تؤدي إلى تراجع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 40 في المئة، وهو ما يمثل خسارة تبلغ 0.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للصين.
ورغم أن هذه النسبة تبدو هامشية، إلا أنها قد تزيد من الضغوط على صانعي القرار في بكين الذين يواجهون بالفعل تباطؤاً اقتصادياً حاداً، وأزمة متفاقمة في قطاع العقارات، وضعفاً في الاستهلاك المحلي.
هل يتجه العالم نحو حرب تجارية واسعة؟
يرى محللون أن تركيز ترامب حالياً يبدو منصباً على كندا والمكسيك أكثر من
الصين، إلا أن جميع الدول المتضررة من التعريفات الجديدة تعهدت بالرد بالمثل.
وفي هذا السياق، يعتقد بول أشوورت، كبير الاقتصاديين في «كابيتال إيكونوميكس»، أن هذه الرسوم «ليست سوى الضربة الأولى فيما قد يصبح حرباً تجارية عالمية مدمرة».
وأعلنت الصين، يوم الأحد، أنها ستتخذ إجراءات لحماية «حقوقها ومصالحها»، دون الكشف عن تفاصيل، وفي هذا الصدد قال غاري نغ، الخبير الاقتصادي في «ناتيكسيس»، إن بكين قد ترد بفرض تعريفات مماثلة على الواردات الأميركية، أو تقييد صادرات المواد الحيوية، أو الحد من وصول بعض الشركات الأميركية إلى السوق الصينية.
كما أشار إلى إمكانية استغلال الصين هذا الوضع لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول أخرى وتقويض التحالفات الأميركية.
من جانبه، أكد تشيوي تشانغ أن «المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة ستكون عملية طويلة ومعقدة».
ردود فعل الشارع الصيني
في شوارع بكين، تباينت ردود الفعل حول الخطوة الأميركية الجديدة، وقال تشو ييمينغ الذي يعمل في قطاع الاستثمار الخاص، إن الصين «لا تهتم كثيراً بالحواجز التجارية، لأنها استعدت لها مسبقاً».
وأضاف أن سلاسل التوريد القوية والأسعار التنافسية للصادرات الصينية «تفيد الشعب الأميركي في النهاية»، لكنه أشار إلى أن أنصار ترامب ربما يرون في هذه الحواجز وسيلة لإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة.
أما المواطنون العاديون، فقد بدا أن أغلبهم غير مهتم بالتفاصيل الاقتصادية، إذ كان التركيز الأكبر على الاحتفالات برأس السنة القمرية الجديدة.
وقال أحد المارة «على ترامب أن يهتم بشؤون الولايات المتحدة ويترك الصين لنا»، قبل أن يتوجه إلى أحد المعابد للمشاركة في الاحتفالات.
(أ.ف.ب)