توسع العجز التجاري الأميركي العام الماضي ليقترب من 920 مليار دولار، في وقت يعود فيه الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما يعيد تسليط الضوء على هذه القضية، بحسب ما أظهرته البيانات الصادرة يوم الأربعاء. ووفقاً لوزارة التجارة الأميركية، ارتفع العجز التجاري الإجمالي للولايات المتحدة في عام 2024 إلى 918.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 17 في المئة مقارنة بعام 2023، وذلك نتيجة نمو الواردات بوتيرة أسرع من الصادرات.
نمو الواردات والصادرات
على مدار العام، ارتفعت الواردات الأميركية بنسبة 6.6 في المئة أو ما يعادل 253.3 مليار دولار، في حين زادت الصادرات بنسبة 3.9 في المئة أو 119.8 مليار دولار.
وكانت أبرز السلع التي أسهمت في نمو الصادرات الأميركية المنتجات التكنولوجية مثل ملحقات الكمبيوتر وأشباه الموصلات والسيارات، بينما كان قطاع السفر محركاً رئيسياً لصادرات الخدمات.
في المقابل، قفزت الواردات بسبب الطلب القوي على السلع الاستهلاكية، وأجهزة الكمبيوتر، وأشباه الموصلات، والمواد الغذائية.
العجز مع الصين في الصدارة
بلغ العجز التجاري الأميركي مع الصين في 2024 نحو 295.4 مليار دولار، وهو رقم يتجاوز إجمالي العجز مع كندا والمكسيك معاً، كما أنه يفوق الفجوة التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وفي ديسمبر كانون الأول 2024 وحده، ارتفع العجز التجاري الأميركي بنحو 25 في المئة ليصل إلى 98.4 مليار دولار، متجاوزاً التقديرات التي كانت تشير إلى 98 مليار دولار وفقاً لموقع بريفينج دوت كوم.
وشهد الشهر ذاته ارتفاع الواردات بنسبة 3.5 في المئة لتصل إلى 364.9 مليار دولار، بينما تراجعت الصادرات بنسبة 2.6 في المئة إلى 266.5 مليار دولار.
ترامب والتصعيد التجاري
هدد ترامب منذ عودته إلى السلطة بفرض تعريفات جمركية على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين
للولايات المتحدة، مبرراً ذلك بمخاوف تتعلق بالتجارة وقضايا أخرى.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن فرض رسوم جديدة على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة؛ كندا والمكسيك والصين، قبل أن يتوصل إلى اتفاق مؤقت مع كندا والمكسيك لتعليق الرسوم لمدة شهر أثناء استمرار المفاوضات.
وأرجع ترامب قراره جزئياً إلى مخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية وتدفق مادة الفنتانيل القاتلة عبر الحدود الأميركية، فضلاً عن العجز التجاري المتزايد مع هذه الدول.
الأسواق المالية في قلق
تذبذبت الأسواق المالية مع بدء سريان الرسوم الجمركية على الصين يوم الثلاثاء، إذ ترافقت مع تعليق الإعفاءات الجمركية للطرود منخفضة القيمة، ما أثار قلق المستثمرين.
ومع إعلان بكين عن إجراءات انتقامية، تصاعدت المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية أوسع نطاقاً.
وإلى جانب كندا والمكسيك والصين، هدد ترامب أيضاً بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، متهماً بروكسل بمعاملة الولايات المتحدة «بشكل غير عادل للغاية»، ما يزيد من احتمال تصعيد التوترات التجارية العالمية في الفترة المقبلة.