القمَّة العالمية للحكومات.. الدَّين العالمي وتحديات التحوُّل التقني

شهدت القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي في يومها الختامي مناقشات معمّقة ضمن جلسات محور «الحوكمة والأمن الرقمي»، شارك فيها عدد من القادة الحكوميين والخبراء العالميين الذين ناقشوا التحولات القادمة في الحوسبة، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار المالي، والتحديات المتزايدة في الحوكمة الرقمية والأمن السيبراني، إضافةً إلى قضية السيادة الرقمية وكيفية استفادة الحكومات والشركات من التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطورات وتحقيق الاستدامة والازدهار.

تحدي التحول في ظل الفجوة العالمية

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال راي داليو، إن الأحداث الاقتصادية والسياسية الكُبرى تتبع دورات تاريخية متكررة، مشيراً إلى وجود خمسة محركات رئيسية تشكّل النظام العالمي، أولها القوة المالية والاقتصادية، حيث تواجه الدول حالياً أزمة ديون غير مسبوقة، وثانيها التوازن الداخلي بين النظام والفوضى، إذ تتجه المجتمعات نحو انقسامات حادة قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية، أما المحرك الثالث فهو صراع القُوى العظمى، حيث تتصاعد التوترات بين الدول الكبرى، مثل التنافس الحالي بين الولايات المتحدة والصين، ويتمثل المحرك الرابع في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك التغير المناخي، والأوبئة، والكوارث التي لطالما أثرت على استقرار الأنظمة السياسية، وأخيراً، يأتي التطور التكنولوجي كعنصر رئيسي يغير طبيعة الحياة والاقتصاد بشكل مستمر.

وأكد راي داليو مؤسس شركة «بريدج ووتر للاستثمار» أن هذه المحركات أو القُوى، تعمل معاً ضمن دورات تاريخية، وأن العالم الآن يشهد نقطة تحوُّل، مشيراً إلى أن «الدورة الحالية تمتد لنحو 80 عاماً، ونحن في مرحلتها الانتقالية».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

أزمة الدَّين العالمي

وتطرَّق راي داليو إلى حجم أزمة الديون العالمية، موضحاً أنها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وأشار إلى أن الدَّين يعمل كجهاز دوري في الاقتصاد، لكنه إذا زاد عن حدِّه فإنه يعوق النمو، وأوضح أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تدفع حالياً تريليون دولار سنوياً كفوائد على الدَّين، كما يتعيَّن عليها إعادة تمويل أكثر من 9 تريليونات دولار خلال العام المقبل، ومع استمرار العجز المالي المرتفع، ستواجه البلاد تحديات كبيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وأكَّد مشاركون في جلسات ضمن القمة العالمية للحكومات 2025، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام في دبي واختتمت أعمالها، أن التغير المناخي هو التحدي الأكبر للعالم في المرحلة المقبلة، وأنه لا بد من التحرك سريعاً لمواجهة هذا التحدي، كما طالبوا حكومات العالم باعتماد منهجية مشتركة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، ووضع الآليات الكفيلة لتسخير التقدم التكنولوجي في سبيل حماية موارد الأرض.

أطلقت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بالتعاون مع شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة، إصداراً خاصاً من مؤشر ولوحات معلومات أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية 2025، وذلك في اليوم الختامي من القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير 2025.