عودة إيرادات قناة السويس لطبيعتها مهددة مرة أخرى بالحوثيين

الحوثيون يحبطون أمل مصر بعودة إيرادات قناة السويس لطبيعتها (أ ف ب)
 إيرادات قناة السويس
الحوثيون يحبطون أمل مصر بعودة إيرادات قناة السويس لطبيعتها (أ ف ب)

في وقت كانت مصر تمني النفس أن تعود الملاحة كاملة عبر قناة السويس بحلول الربع الثاني من 2025، عادت جماعة الحوثيين للإعلان عن استهداف السفن مرة ثانية بالبحر الأحمر.

وتعني عودة الهجمات مرة أخرى للبحر الأحمر استمرار تراجع إيرادات قناة السويس الدولارية بالنسبة لمصر، ما يكلفها المزيد من الخسائر في الإيرادات العامة ويضغط على مواردها من النقد الأجنبي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال جيمس سوانستون، الخبير الاقتصادي لدى كابيتال إيكونوميكس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لـCNN الاقتصادية، إن استمرار هجمات الحوثيين على السفن سيعطل نشاط قناة السويس ويطيل فترة ضعف الإيرادات.

وخسرت مصر مليارات الدولارات منذ اندلاع الهجمات في نوفمبر تشرين الثاني 2023 بالبحر الأحمر على خلفية الحرب في غزة، إذ ابتعدت خطوط الملاحة العالمية عن المرور بالبحر الأحمر خوفاً من تعرض سفنها للهجمات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقدر صندوق النقد الدولي قيمة ما خسرته مصر من قناة السويس بسبب هذه الهجمات خلال 2024 بنحو 6 مليارات دولار.

وتعد قناة السويس واحدة من أبرز مصادر العملة الصعبة لمصر.

حركة الملاحة في قناة السويس

قبل أسبوعين توقع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن تعود حركة الملاحة في القناة لطبيعتها خلال الربع الثاني من 2025، مع عودة الهدوء التدريجي لمنطقة الشرق الأوسط منذ وقف إطلاق النار في غزة.

إلا أن جماعة الحوثيين عادت لتعلن قبل يومين أنها ستعود لاستهداف السفن الإسرائيلية بسبب تعنتها في فتح معبر رفح.

وفي نهاية يناير كانون الثاني 2025 بدأ سريان وقف إطلاق النار في غزة، تبعه إعلان الحوثيين توقف الهجمات في البحر الأحمر، لكن وقف إطلاق النار لم ينعكس على حركة الملاحة في القناة حتى الآن.

وبحسب أداة بورت وواتش التابعة لصندوق النقد الدولي التي تتبع حركة الملاحة، فإن أعداد السفن المارة لقناة السويس لم تتغير خلال الشهر الماضي وبقيت قرب المستويات المعهودة لها منذ اندلاع توترات البحر الأحمر.

ويقول سوانستون إن البيانات تشير إلى أن عدد السفن وأحجام الشحن التي تمر عبر قناة السويس لا تزال أضعف بنحو 60 في المئة مما كانت عليه قبل بدء الحرب في غزة عام 2023.

كما أن بيانات مركز المعلومات البحرية المشترك، الذي يجمع بيانات حول هجمات المسلحين من عدة قوات بحرية، تشير إلى أن أعدد السفن المارة عبر القناة لم تشهد تحسناً منذ وقف إطلاق النار في غزة.

ورغم توقف الحرب منذ أكثر من شهر فإن عدداً من خطوط الملاحة العالمية أعلنت أن ستتروى في موعد العودة إلى البحر الأحمر مرة ثانية حتى تضمن سلامة السفن والبضائع.

مزيد من ضعف الإيرادات المصرية

تسببت التوترات الإقليمية المستمرة في انخفاض حاد في عائدات قناة السويس، ورغم ذلك واصلت السلطات المصرية سياسات رئيسية للحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، حسب ما قال صندوق النقد الدولي في بيان صحفي له عن مصر منذ يومين.

ووفقاً للخبير الاقتصادي لدى كابيتال إيكونوميكس، فإن تأثير انخفاض الإيرادات سيستمر في الظهور على ميزان المدفوعات المصري، الذي ترسخ بالفعل على مدار الأشهر الماضية.

وخلال الربع الأول من العام المالي الجاري 2024-2025 هوت إيرادات قناة السويس بنسبة 61.2 في المئة مسجلة 931 مليون دولار مقابل 2.39 مليار دولار في الفترة نفسها خلال العام المالي 2023-2024، وفقاً لبيانات البنك المركزي المصري.

ويقول سوانستون إنه مع استمرار ضعف إيرادات القناة سيبقى عجز الحساب الجاري واسعاً وستسعى مصر لاجتذاب مصادر أخرى لتدفقات رأس المال.

ويضيف أن التأثير سيمتد للنشاطات في قطاعات التصدير والاستيراد في مصر، إذ لن يسمح للاقتصاد بالاستفادة من قدرته التنافسية الخارجية المحسنة بسبب ضعف الجنيه.