في عالم تملؤه الحروب والتوترات في كل جهة؛ ما يؤثر على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، يجد البعض الملاذ في الهجرة لدول أخرى لعله يستطيع أن يجد فيها حياة تناسبه، ولا يعلم أنه قد يلقى حتفه على طريق الهجرة. عام 2024 كان العام الأكثر دموية على الإطلاق في طريق أشبه من بعيد بملاذ آمن، لكنه طريق يبتلع أناساً كانوا حالمين يوماً ما، فسجل العام الماضي أعداداً من حالات الوفاة الذين لقوا حتفهم على طريق الهجرة بلغت نحو 8938 حالة وفاة حول العالم، وفقاً لبيانات جديدة جمعتها المنظمة الدولية للهجرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وهو ليس العام الأول الذي يشهد أرقاماً قياسية في أعداد الوفيات، فقد بلغ عدد الوفيات في عام 2023 نحو 8747 حالة وفاة إثر محاولات هجرة باءت بالفشل، لتستمر بذلك سلسلة دامت خمس سنوات من تسجيل أرقام قياسية للوفيات عن طريق الهجرة.
كما استمرت أعداد الحالات في الارتفاع خلال أخر 11 عاماً لترتفع من 5441 حالة وفاة بنسبة 64.3 بالمئة حتى العام الماضي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أين وقعت الوفيات؟
سجلت قارة آسيا أكبر عدد للوفيات على طريق الهجرة بنحو 2778 حالة وفاة، أما القارة السمراء ( إفريقيا ) فقد سجلت نحو 2242 حالة وفاة، وبينما سجلت القارة العجوز أوروبا 233 حالة وفاة.
أما البحر المتوسط الذي يربط الثلاث قارات السابقة ببعضها فقد ابتلع نحو 2452 حالة وفاة، في إشارة إلى الحاجة إلى أنظمة بحث وإنقاذ كافية، إضافة إلى الحاجة إلى طرق هجرة آمنة ومنتظمة كبدائل لهذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر.
ولم تتوفر البيانات النهائية للأميركتين بعد، ولكن العام الماضي سجل ما لا يقل عن 1233 حالة وفاة، ويشمل ذلك الأعداد القياسية لحالات الوفاة في منطقة البحر الكاريبي بنحو 341 حالة وفاة في عام 2024، و174 حالة وفاة للمهاجرين الذين يعبرون نهر داريان.
وقال أوغوتشي دانيلز، نائب المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة: «إن الزيادة في الوفيات في العديد من مناطق العالم تُظهر حاجتنا إلى استجابة دولية شاملة من شأنها أن تمنع المزيد من الخسائر المأساوية في الأرواح».
العنف سبب رئيسي للوفاة
في جميع أنحاء العالم، ظلت الوفيات الناجمة عن العنف منتشرة بين الحالات، فمنذ عام 2022، تُوفي نحو 10 بالمئة على الأقل من إجمالي وفيات المهاجرين المسجلة بسبب العنف.
وفي عام 2024، فقد ما يقرب من 600 شخص حياتهم على طرق الهجرة عبر جنوب وجنوب شرق آسيا بسبب العنف أيضاً.
الأرقام الفعلية أكبر
من المرجح أن يكون العدد الفعلي لوفيات المهاجرين وحالات الاختفاء أعلى بكثير، حيث لم يتم توثيق الكثير منهم بسبب ندرة المصادر الرسمية، إضافةً إلى ذلك، لا تزال هويات وخصائص غالبية الأشخاص الذين لقوا حتفهم أو اختفوا مجهولة.
وقالت جوليا بلاك، منسقة مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة: «إن ارتفاع عدد الوفيات أمرٌ مروع في حد ذاته، لكن حقيقة أن الآلاف لا يزالون مجهولي الهوية كل عام أمرٌ أكثر مأساوية».
وأضافت: «إلى جانب اليأس والأسئلة التي لم تُحل التي تواجهها العائلات التي فقدت أحد أحبائها، فإن نقص البيانات الأكثر شمولاً حول المخاطر التي يواجهها المهاجرون يعوق الاستجابات المنقذة للحياة».