أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، عن توسيع نطاق حربه التجارية العالمية بفرض تعريفات ثانوية بنسبة 25% على أي دولة تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا، مشيراً إلى أنه سيكشف قريباً عن تعريفات جمركية جديدة على السيارات والألومنيوم والأدوية.
وفي حديثه للصحفيين من البيت الأبيض، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض هذه التعريفات «في المستقبل القريب جداً»، مبرراً القرار بالحاجة إلى ضمان توفر هذه المنتجات محلياً في حال نشوب حروب أو أزمات أخرى. وأضاف أن تعريفات السيارات ستدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، تليها تعريفات على الأخشاب وأشباه الموصلات في وقت لاحق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
إجراءات لتعزيز الإيرادات الأميركية
خلال اجتماع مع أعضاء حكومته، أكد ترامب أن التعريفات الجديدة والتعريفات المتبادلة، المقرر الإعلان عنها في 2 أبريل، ستوفر إيرادات «فلكية» للخزينة الأميركية، ما سيسمح بالحفاظ على معدلات ضرائب منخفضة أو حتى تخفيضها، كما أوضح أن الدول يمكنها تفادي هذه التعريفات إذا خفضت رسومها الجمركية الخاصة أو نقلت صناعاتها إلى الولايات المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وفي هذا السياق، كشف ترامب عن استثمار بقيمة 21 مليار دولار من مجموعة «هيونداي موتور» الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة، بما في ذلك مصنع جديد للصلب بقيمة 5.8 مليار دولار في ولاية لويزيانا.
وأضاف أن ليس كل التعريفات الجديدة ستُعلن في 2 أبريل، مشيراً إلى أنه قد يمنح إعفاءات «للعديد من الدول»، لكنه لم يحدد التفاصيل.
«يوم التحرير» الاقتصادي
وصف ترامب الإعلان المرتقب في 2 أبريل بأنه «يوم تحرير» للاقتصاد الأميركي، مشدداً على أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليص العجز التجاري العالمي الذي يبلغ 1.2 تريليون دولار، من خلال رفع التعريفات الجمركية الأميركية إلى مستويات مماثلة لتلك التي تفرضها الدول الأخرى، ومعالجة الحواجز التجارية غير الجمركية.
وكان ترامب قد صرَّح في فبراير بأنه يعتزم فرض تعريفات على السيارات بنسبة تقارب 25%، إلى جانب رسوم مماثلة على أشباه الموصلات والأدوية. ومع ذلك، فقد وافق لاحقاً على تأجيل بعض تعريفات السيارات بعد ضغوط من أكبر ثلاث شركات أميركية لصناعة السيارات للحصول على إعفاءات.
وأفادت تقارير لـ«وول ستريت جورنال» و«بلومبيرغ» بأن التعريفات القطاعية قد تتأخر، لكن مسؤولين في الإدارة الأميركية أكدوا لوكالة «رويترز» أن الوضع لا يزال غير محسوم، وقد تُفرض التعريفات كما هو مخطط لها.
ردود فعل الأسواق
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الاثنين، وسط تفاؤل بأن التعريفات المقبلة قد لا تكون واسعة النطاق كما كان متوقعاً، حيث صعد مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5% في التداولات المسائية.
وتأتي هذه التطورات في ظل نهج ترامب التجاري الحاد منذ توليه الرئاسة في يناير، والذي شمل فرض تعريفات بنسبة 20% على الواردات الصينية، وإعادة فرض رسوم 25% على واردات الصلب والألومنيوم عالمياً، إضافة إلى تعريفات على واردات كندا والمكسيك المرتبطة باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية بسبب أزمة الفنتانيل.
قائمة «الدول الـ15 المستغلة»
حسب مسؤولين أميركيين كبار، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت وكبير المستشارين الاقتصاديين كيفن هاسيت، فإن الإعلان المرتقب في 2 أبريل سيركز على الدول التي تمتلك أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة وتفرض تعريفات وحواجز تجارية مرتفعة.
ووفقاً لبيسنت، فإن هذه الدول تُعرف بـ«الدول الـ 15 المستغلة»، حيث صرح هاسيت لـ«فوكس بيزنس» بأن التركيز سيكون على 10-15 دولة.
بدوره، أشار رايان ماجيروس، المسؤول السابق بوزارة التجارة الأميركية، إلى أن الإدارة الأميركية ستواصل نهجها العدواني باستخدام تحقيقات القسم 232، كما هو الحال مع الأخشاب والنحاس.
وفي طلب التعليقات العامة بشأن التعريفات المتبادلة، قالت الممثلية التجارية الأميركية (USTR) إنها مهتمة بشكل خاص بملاحظات تتعلق بأكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة وأولئك الذين لديهم أكبر فائض تجاري.
وشملت قائمة الدول التي حددتها (USTR) كلّاً من الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، ماليزيا، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب إفريقيا، سويسرا، تايوان، تايلاند، تركيا، بريطانيا، وفيتنام، وهي دول تشكل 88% من إجمالي تجارة السلع مع الولايات المتحدة.
عقوبات على فنزويلا
في ما يتعلق بفنزويلا، أعلن ترامب أن أي دولة تشتري النفط أو الغاز منها ستواجه تعريفات ثانوية بنسبة 25% على أي تعاملات تجارية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل.
وأرجع ترامب قراره إلى ما وصفه بإرسال فنزويلا «عشرات الآلاف» من الأشخاص إلى الولايات المتحدة الذين «يتسمون بطبيعة عنيفة جداً»، على حد تعبيره.