كمبوديا تراهن على الاستثمارات الصينية لتعويض آثار الرسوم الأميركية

كمبوديا تراهن على الاستثمارات الصينية لتعويض آثار الرسوم الأميركية (شترستوك)
كمبوديا تراهن على الاستثمارات الصينية لتعويض آثار الرسوم الأميركية الم
كمبوديا تراهن على الاستثمارات الصينية لتعويض آثار الرسوم الأميركية (شترستوك)

تتطلع كمبوديا إلى الحصول على مزيد من الدعم المالي من الصين، بما في ذلك تمويل مشاريع البنية التحتية، مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للبلاد يوم الخميس، في ختام جولة له شملت ثلاث دول في جنوب شرق آسيا، بحسب ما صرّح به متحدث باسم الحكومة الكمبودية.

تُعد بنوم بنه شريكاً وثيقاً لبكين، التي استثمرت مليارات الدولارات في مشاريع كمبودية تشمل الطرق والمطارات، كما أنها أكبر دائن للبلاد.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وقال مياس سوكسنسان، المتحدث باسم وزارة المالية الكمبودية، لوكالة رويترز عشية وصول شي إلى العاصمة: «نتوقع المزيد من التعاون، بما في ذلك في مجال تطوير البنية التحتية».

وجاء تصريحه رداً على سؤال حول ما إذا كانت كمبوديا تتوقع إعلان دعم مالي من الصين لمشروع قناة بطول 180 كيلومتراً، تُعد الأكثر طموحاً في تاريخ البنية التحتية الكمبودية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وفي مقال نُشر صباح الخميس في وسائل إعلام كمبودية، دعا شي بنوم بنه إلى معارضة «الهيمنة» و«الحمائية»، مكرراً رسائل وجهها هذا الأسبوع إلى فيتنام وماليزيا في أول محطتين من جولته.

وقد تأثرت دول جنوب شرق آسيا بشدة من الرسوم الجمركية «التبادلية» التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتُعد كمبوديا مُصدراً رئيسياً للملابس والأحذية إلى الولايات المتحدة، وتعرضت لرسوم جمركية بنسبة 49 بالمئة، وهي من أعلى النسب عالمياً، قبل أن يتم تعليق معظم هذه الرسوم حتى يوليو تموز القادم.

ورغم أن شي، الذي سُمي شارع باسمه على مشارف العاصمة، أشار في مقاله إلى مشاريع البنية التحتية الصينية السابقة التي أفادت الاقتصاد الكمبودي، فإنه لم يذكر مشروعاً جديداً بعينه.

وقد أعلنت الحكومة الكمبودية أن الصين ستتحمل تكلفة مشروع قناة «فنان تيكو»، التي ستمتد من نهر ميكونغ قرب بنوم بنه إلى ساحل خليج تايلاند، ما سيقلل الاعتماد على موانئ فيتنام ويؤثر على دلتا ميكونغ الحساسة بيئياً.

إلا أن الصين لم تُعلن حتى الآن أي التزام مالي رسمي بالمشروع، في حين غيّرت الحكومة الكمبودية تصريحاتها من أن بكين ستغطي 100 بالمئة من التكاليف، إلى 49 بالمئة من إجمالي التكلفة المقدرة بـ1.7 مليار دولار، أي نحو 4 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لكمبوديا.

القروض والدعم المالي

تأتي زيارة شي في إطار رحلة مخطط لها منذ فترة، وتُعتبر محاولة للتودد إلى دول جنوب شرق آسيا في ظل التوترات مع واشنطن، وقد بدأت الجولة في فيتنام، التي أعربت عن تحفظاتها بشأن مشروع قناة «فنان تيكو».

ولم توقّع الصين أي قروض جديدة لكمبوديا العام الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية الكمبودية، في تراجع ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت تقديم مئات الملايين من الدولارات. ويأتي هذا الانخفاض في التمويل مع تقليص الصين لاستثماراتها الخارجية بسبب المصاعب الاقتصادية الداخلية ومخاوف من فشل بعض المشاريع.

رغم ذلك، تؤكد الصين وكمبوديا مراراً أنهما «صديقتان حديديتان»، وذلك على الرغم من التوترات الأخيرة بشأن مراكز الاحتيال الإلكتروني في كمبوديا، والتي تديرها عصابات صينية وتستهدف مواطنين صينيين إما كضحايا أو كعمال محتجزين.

وفي هذا السياق، دعا شي يوم الخميس كمبوديا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتيال عبر الإنترنت، وقبل وصوله، أعلنت الحكومة الكمبودية أنها رحّلت عدداً من «المجرمين الصينيين» إلى الصين، من بينهم أشخاص من تايوان، وهو ما أثار غضب تايبيه.

وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حشوداً من الناس يلوحون بالأعلام الصينية أثناء مرور موكب شي من المطار إلى الاجتماعات الرسمية.